[الشعر المصري في مائة عام]
علي أبو النصر
. . . - ١٨٨٠
للأستاذ محمد سيد كيلاني
بقية ما نشر في العدد الماضي
ومدح الخديوي توفيق بقصيدة مطلعها
روض الأماني تغنينا سواجعه ... فكل راج لها تصغي مسامعه
وكيف يرتاب من لاح اليقين له ... في جبهة الدهر أو من يخادعه
لم يبدأ الشاعر هذا المدح بالغزل كعادته. وإنما بدأه بذكر الأماني والآمال التي كانت تدور بخلد الناس حينما تولى الخديوي الجديد. والبيت الأول جيد المعنى والعبارة. أما البيت الثاني ففيه رد على اليائسين من الإصلاح ومعناه جيد. وقال:
وهل على من سعى يوما إلى غرض ... لوم إذا منحت منه موانعه
يقول إن من شمر العزم لتحقيق بعض الأهداف وفشل في ذلك فلا لوم عليه ولا تثريب. وهو بهذا يرد على المرتابين. والبيت جيد المعنى والتركيب. وفيه حجة مفحمة. وقال:
نحن الألى سلقتنا ألسن نطقت ... في عتبنا بملام عم شائعه
قالت لقد عصفت فيكم رياح هوى ... أمالكم عن سماع النصح ذائعه
تبنون من غير أس في تصرفكم ... ومحكم الأمر فاتتكم مواضعه
أضغاث أحلامكم كادت تؤولها ... آمالكم بحديث ضل رافعه
حيث الخواطر والأفكار خامرها ... من الحوادث ما عمت فظائعه
وجندت جندها الأيام عادية ... وجردت سيف غدر صال قاطعه
هذه القصيدة هي من أجود ما نظم أبو النصر. فلم يكن الرجل فيها متكلفاً ولا متصنعاً، ولا كاذباً ولا متملقاً. ولا مرائياً ولا منافقاً. وإنما كان وطنياً مخلصاً يعبر عن شعور داخلي كامن في نفسه ويترجم عن إحساس دفين بين جوانحة. وقد نسى الشاعر نفسه وتجاهل مصالحه الخالصة والنعم الكثيرة التي أغدقت عليه في أيام إسماعيل، ونظر إلى الأمور