[العراق في مصر]
للشاعر الفيلسوف المرحوم جميل صدقي الزهاوي
وهي آخر ما نضمه الفقيد الكريم
حمّلها شباب العراق تحية كريمة لشباب مصر
- ١ -
أتى بعد شوق حافز للمحبينا ... إلى مصر شبان العراق محيينا
أولئك شبان سنقطف عن هوى ... بها من رياض العلم ورداً ونسرينا
رضينا بما في مصر من عبقرية ... وما كل أرض تنبت العلم ترضينا
وكان منانا أن نرى مصر يقظة ... فأفرحنا جمعاً بلوغ أمانينا
سعدنا بمصر والسعادة نعمة ... فحينا تلاقينا وحين تجافينا
وليس لنا عن حب مصر تنكّب ... فما كان هذا الحب إلاّ لَنَا دنيا
وما شعراء النيل إلاّ عنادل ... على سرحة الآداب تشدو فتشجينا
- ٢ -
إلا إن مصراً موطن الأدب الحر ... سلام على مصر سلام على مصر
وما مصر إلا البحر يلمع درّه ... ونحن بمصر غائصون على الدر
لقد جمعتنا وحدة عربية ... وأقرب منها بيننا وحدة الفكر
أرى في لقاء الروح للروح فرحة ... تفوق لقاء العين والأوجه الغر
وإن بني مصر الذين تثقفوا ... إذا طلعوا كانوا من الأنجم الزهر
حججناك طوّافين والدافع الذي ... حدانا هو الإيمان بالأدب الحر
وليس كإيمان المنافق إنه ... إذا لم يكن كفراً فشر من الكفر
- ٣ -
وجدنا بني مصر الفتاة كواكبا ... تضئ فتمحو بالضياء الغياهبا
إذا غاب نجم لاح نجم وإنما ... تفوق بمصر الطالعاتُ الغواربا