أن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا
ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!
أيها الناس:
إنما المؤمنون اخوة، لا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه
إلا هل بلغت؟ اللهم اشهد
أيها الناس:
إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى
ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد!
وهنالك وقف يعلن انتهاء الرسالة الكبرى التي بعثه الله بها إلى الناس كافة، ويتلو قوله جل وعز:(اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لكم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكمُ الإسلام دِيناً)؛ ويبعث صحابته ليحملوا هذه الرسالة إلى آخر الأرض، ثم يحملوها إلى آخر الزمان
فحملوها فأنشأوا بها هذه الحضارة التي استظل بظلها الشرق، ويستظل بظلها الغرب
في عرفات تتجلى عظمة الإسلام، دين الحرية والمساواة والعلم والحضارة؛ ومن عرفات يسمع المسلمون داعي الله يدعو: حي على الصلاة! حي على الفلاح! فيجيبون لبيك اللهم لبيك! وينطلقون ليعلموا للآخرة كأنهم يموتون غداً، ويعملوا للدنيا كأنهم يعيشون أبداً
فلتفسد الأرض، ولتطغ الشرور، وليعصف الحديد، ولينفجر البارود، ولتَغُص الإنسانية في حمأة الرذيلة إلى العنق، فانه لا خوف على الفضيلة ولا على الحق ولا على السلام، ما دام في الأرض (عرفات)، وما دام في الجو هذا الصوت القدسي المجلجل: