ظهر في جزيرة العرب في مشارق الأرض ومغاربها بفضلهم، وقامت الإمبراطورية الإسلامية بجهودهم وحسن بلائهم، ولذلك فأن الفن الذي انتشر في تلك الإمبراطورية كان له شأنه الخاص في كل بلد ظهر فيه.
فلم يكن شرقيا ولا مغربيا، كما أنه لم يكن إيرانيا صرفا ولا تركيا خالصا ولا هنديا بقسط، وعلى ذلك نجد أن الفن الإسلامي فن ظهر في العصر الإسلامي في كل هذه الأرجاء حاملا طابع البلاد التي انتسب إليها.
وكان لتسامح العرب وحسن استعدادهم وإقبالهم على استخدام الفنانين ورجال الصناعات الفنية في البلاد التي فتحوها فضل عظيم على ازدهار الفن، فوجد في مصر والشام أساليب مسيحية شرقية، وفي العراق وإيران أساليبهما المتقاربة، فكأن الفن الإٌسلامي مزيج من هذا كله نشأ عن التقاء الفنون المسيحية الشرقية، والإغريقية والهندية. امتزجت كلها امتزاجا عجيبا أخرج لنا منها تراثا عظيما خالدا، هو تراث الفنون الإسلامية.
ولا غرابة إذن أن نجد الفن الإسلامي أكثر فنون الأرض انتشارا بالقياس إلى المساحات الشاسعة التي شغلتها الإمبراطورية الإسلامية من الهند شرقا إلى الأندلس غربا، ومن القوقاز وصقلية شمالا إلى بلاد اليمن جنوبا، وأطولها عمرا بالقياس إلى الفنون الأخرى فيما عدا الفن المصري القديم والفن الصيني.
وقد بدأ الفن الإسلامي في الظهور منذ القرن الأول الهجري وأخذ ينمو رويدا رويدا حتى بلغ النضوج في القرن الرابع عشر الميلادي.
ويعنينا هنا أن نلم ببعض آياته الخالدة على الزمن قبل أن يتأثر المسلمون بالفنون الغربية، ويقبلون على تقليدها.
وبالنظر إلى اتساع الإمبراطورية الإسلامية، فانه كانت لهم فنون سميت بأسماء البلاد التي نشأت فيها كما سبق القول، كما اختلفت طرزه بالنظر إلى طول الزمن الذي استغرقه هذا الفن.
وقد بقيت الحرف والصناعات الفنية ردحا من الزمن بعد الفتح الإسلامي في أيدي أهل