الصنعة في البلاد المفتوحة مما جعل الأساليب المحلية متصلة الحلقات في كل إقليم مع علائم التجديد التي تطلبها الوضع الجديد للبلاد، أو مع ما يتفق وما أحضره العرب من الأقاليم الأخرى الخاضعة لإمبراطوريتهم.
ومن هنا تجد اتفاق الفنون الإسلامية في الغاية، وتشابهها في مجملها وإن اختلفت في أجزاء تكوينها اختلافا قد يصعب إدراكه على غير المتخصصين.
وقد تطورت الفنون الإسلامية بتطور العصور وتأثرت بالأحداث الاجتماعية والسياسية شأنها في ذلك شأن كل الفنون.
ولعل العمارة الإسلامية من أبرز الفنون تأييدا لما نقول، ذلك لأن فن البناء أكثر الفنون تعبيرا عن الإقليم الذي ينشأ فيه، فهو خاضع للموقع الجغرافي متأثر بالوسط الجيولوجي إلى جانب الحالة الجوية والمدنية، هذا عدا ما يبدو في تفصيل العمائر من اختلاف الأعمدة وتيجانها وعقودها ومآدبها وقبابها وزخارفها فضلا عن تغطية جدرانها بوسائل مختلفة، على حين نجد أن تبادل الأنماط والأساليب أكثر يسرا وأسهل نقلا من الأعمال الفنية الأخرى كالمنتجات الصناعية التي انتقلت من إقليم إلى آخر على يد التجار الذين جابوا الإمبراطورية شرقا وغربا.
بدأ الفن الإسلامي في عصر الخلفاء الراشدين بسيطا بعيدا عن المعنى المصطلح عليه في عصرنا الحاضر، ولم يكن هذا غريبا ما دام المسلمون وقتئذ كانوا متفرغين للجهاد والفتح للجهاد والفتح والعمل على نشر الدين.
ثم تطور الحال بالفتوحات الإسلامية، فرأينا المساجد الشاهقة والقصور الفاخرة والفنون الصغرى تظهر تباعا نتيجة الاتصال بالأمم ذات الحضارات القديمة ومعاينة آثارها وما فيها من جمال الفن، فضلا عن صادق رغبتهم في ألا يظهر المسلمون فقراء في عمائرهم بسطاء في مظهرهم وهم سادة البلاد.
وظهرت الطرز حاملة أسم الدولة الحاكمة فظهر الطراز الأموي والطراز العباسي والفاطمي وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره تفصيلا.
وتشتمل الفنون الإسلامية عدا العمارة فنونا أخرى لا تقل خطرا فالنحت المعماري وإن يكن تابعا للعمارة إلا أنه لعب دورا له قيمته كعمل فني مستقل، وجاء الحفر في الخشب وأشغال