وعاد من بولونا إلى فلورنسا في صيف سنة ١٤٩٥ بعد أن نحت فيها بعض القطع التي نذكر أهمها (الملاك الراكع) و (القديس بطرونيوس). أما في فلورنسا فقد عمل تمثال (يوحنا الصبي)، وهو التمثال الذي أتمه سنة ١٤٩٥ كما سبق القول وهو محفوظ ببرلين
وله أيضاً تمثال مشكوك في صحة انتسابه إليه يسمى (أودونيس الميت) لا يزال محفوظاً بمتحف ناسيونال في فلورنسا
وسافر في يونيو سنة ١٤٩٦ إلى روما لأول مرة، وأقام فيها إلى يونيو سنة ١٥٠١، وهناك أنتج أبرز عمل في مرحلة حياته الأولى بناء على طلب أحد الفرنسيين سنة ١٤٩٩ لعمل مجموعة منظرية تمثل المادونا حاملة جثة المسيح على فخذيها وهي موجودة بكنيسة بطرس بروما. والناظر إليها يرى إشعاع المثل الأعلى ممثلاً خير تمثيل في كل أجزائها، فضلاً عن رجوعها إلى الفن الإغريقي من الناحية المجموعية، إلى جانب حداثتها في قوة الإخراج، وحسن التكوين، والألم والجزع الذي ارتسم على وجه المادونا بالغ حد الإعجاز لغيره
وله أيضاً قطعة أسماها باخوس (إله الخمر)(ش ١) عملها تنفيذاً لطلب السنيور جالي أحد مشاهير النجار في عصره، وبالنظر إليها يتضح الإبداع في التكوين الجسماني الرقيق، كما تظهر لنا الكيفية التي أخرج بها الوجه والشعر المحاط بعناقيد العنب ظهوراً جلياً وبهذا يتم الانسجام المعنوي للتمثال، انظر إلى اليد اليمنى وكيف حملت وعاء الخمر، وتأمل إلى أي حد بلغت رقة إله الخمر في طريقة حمله هذا الوعاء، ثم شاهد الولد الصغير الجالس إلى