للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بين الوطنية والأممية]

للأستاذ ساطع بك الحصري

مدير الآثار بالعراق

تتمة

يجب أن تتفك أوصال الأوطان الموجودة وتنحل الروابط الوطنية الحالية. . يجب أن تزول كل هذه الروابط التي تجمع (العمال وأصحاب رؤوس الأموال) في كل وطن تحت لواء واحد، وتفرق بين العمال الذين ينتسبون إلى دول وأوطان عديدة. . . يجب أن تترك هذه الروابط الوطنية محلها إلى رابطة جديدة مؤسسة على أساس الطبقات. . . بهذه الصورة وحدها يتم النصر للنظام الشيوعي في كل العالم، وبهذه الصورة وحدها تتم سيادة العمال ورفاهتهم. . .

هذه هي - على وجه الإجمال - أهم الآراء التي تدلي بها (الشيوعية الأممية) في أمر النزعات الوطنية. . .

إن هذه الدعاية الشيوعية كانت تقوم على عواتق بعض الأفراد والجمعيات، حتى زمن الحرب العالمية. . . غير أن الشيوعيين تمكنوا - في أواخر الحرب العالمية - من الاستيلاء على مقاليد الحكمَ في دولة من أعظم دول العالم، وأسسوا فيها نظاماً شيوعياً. . . وهذه الدولة الشيوعية - أي روسيا السوفيتية - أخذت على عاتقها مهمة الدعوة إلى الشيوعية في كل أنحاء العالم، وصارت تقوم بهذه المهمة بكل ما لديها من وسائط مادية ومعنوية، من أموال وافرة إلى تشكيلات منتظمة. . .

إن آلام الفقر وآمال الرفاهة التي تستولي على نفوس العمال من جهة، والدعاية الخلابة التي تقوم بها روسيا السوفيتية - مستندة إلى تشكيلات واسعة النطاق ومحكمة الترتيب - من جهة أخرى. . . قوّت النزعة الأممية الشيوعية في بعض البلاد، وأقامت بهذه الصورة أمام النزعة الوطنية عدواً جديداً خطراً جداً. . .

والنزعة الوطنية لم تتقاعس عن العمل تجاه هذا العدوْ بطبيعة الحال. إنها أخذت تناضل الشيوعية بحزم شديد وقوة كبيرة، فانتصرت عليها في بعض البلاد، كما فعلت النازية في

<<  <  ج:
ص:  >  >>