بهذا العنوان أصدرت دار المعارف كتابا جديدا من سلسلة (اقرأ) للأستاذ محمد عبد الغني حسن المدرس بكلية البوليس الملكية، وقد جال فيه الأستاذ جولات موفقة في صميم المجتمع العربي في جميع عصوره، بل أحسن الاختيار في تبويبه وصياغته وما فيه من حقائق أفصح عنها المؤلف بقوله (فلن أذكر لك في هذه الضمات إلا حقائق قرأتها لك في عشرات من الكتب، وألفت بين موضوعاتها نسبا، فضمت الفرع إلى أصله. وقرنت الشبه إلى مثله، وكنت أقيد لك كل صيد من الحوادث بقيد من الكتابة، حتى إذا اجتمع لي من ذلك - على فترات من الزمن - مادة صالحة لأن أقدمها إليك تشجعت على أن أختارك معي رفيقا في رحلة ممتعة كل المتاع على خلال العصور، فترى معي ألوانا من المجتمع العربي بعد الفتح الإسلامي.)
فلنترك الأستاذ يقص علينا من ملامحه اللطيفة الممتعة حتى نصل إلى ص ١٠٨ من كتابه المذكور فنراه قد استشهد ببيت من الشعر في غير موضعه أثناء عرضه لعادة النقوط، تلك العادة المنتشرة بيننا إلى الآن ولها صولة خصوصا في صميم الريف المصري، إذا قال (. . . على أن العروس نفسها كانت تنقط كما يدل عليه قول الشاعر:
هذي عروس الزهر نقطها الندى
بالدر فابتسمت ونادت معبدا. . .)
والقائل لهذا البيت يصف زهرة نبات لا زهرة إنسية، وإذا فليست هناك مناسبة بين عروسنا الآدمية في نقوطها المعروف أن هذا البيت ضمن أبيات للشيخ نصيف اليازجي المتوفى سنة ١٨٧١ م في وصف الرياض والزهر: -