فيدر - كأن الموسيقى تستردها في هدوء، كأنها ترفعها. . .
أركسيماك - إنما تغير الموسيقى نفسها
سقراط - أي آلهة الفن، إن قوتكن لبالغة في هذه اللحظة التي تريد أن تموت. يا له من تعليق حلو للأنفاس وللقلوب. . . إن الثقل ليسقط تحت قدميها، وهذا الرداء العظيم الذي يسقط في غير صوت ينبئنا بذلك. لا يرى جسمها إلا متحركاً
أركسيماك - لقد عادت عيناها إلى الضوء.
فيدر - لنستمتع بهذه اللحظة الحلوة التي تغير فيها إرادتها! كأنها الطائر الذي يصل إلى حافة السقف نفسها ثم يقطع ما بينه وبين المرمر الجميل من صلة، ويسقط في طيرانه.
أركسيماك - لا أحب شيئاً حبي لما يريد أن يحدث، حتى في الحب لا أجد ألذ من الشعور الأول. والفجر أحب ساعات النهار إلي. لهذا أريد أن أرى في شيء من الحنان ظهور الحركة المقدسة على هذه الفتاة الحية. أنظر. . .! إنها تنشأ من هذا اللحظ المنزلق الذي يجذب في قوة رأسها ذا الأنف الحلو إلى كتفيها المضيئتين، وهذا العصب الجميل كله، عصب جسمها الصريح القوي، يظهر ويلتوي شيئاً فشيئاً من العنق إلى العقب. ثم تمضي الرعشة في كل شيء. ويصور في بطء مولد وثبة. ويحظر علينا أن نتنفس حتى تنبع هذه الوثبة ملائماً في تقدير خفي مفاجئ لطرق الصنج الذي يمزق الهواء.
سقراط - ما أعجبها! هاهي ذي تدخل في الاستثناء وتمضي في غير الممكن. إن نفوسنا لمتشابهة أيها الصديقان أمام هذا السلطان الذي هو واحد كامل بالقياس إلى كل واحدة منها. . . إنها لتشرب معاً كل ما هو جميل.
أركسيماك - إنها لتستحيل كلها إلى رقص وتفرغ كلها للحركة الكاملة.