للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حول البردة]

للأستاذ محمد سيد كيلاني

بقية ما نشر في العدد الماضي

لم سميت بالبردة؟

سبق أن رأينا البوصيري يطلق على قصائده أسماء معينة مثل (ذخر المعاد) و (تقديس الحرم من تدنيس الضرم) و (أم القرى في مدح خير الورى). ومن المؤكد أن هذه الأسماء لا تخفي وراءها أسراراً وأنه لم يقصد بها غير ظاهرها. وقد أطلق على قصيدته التي مطلعها.

أمن تذكر جيران بذي سلم ... مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم

أسم (البردة) وذلك على سبيل المجاز. فهي في نظره قد استوعبت مناقب الرسول وفضائله. وقد شبه البوصيري شعره في أكثر من موضع بالبردة وبالحلة. فقال يخاطب النبي في قصيدته (ذخر المعاد).

ها حلة بخلال منك قد رقمت ... ما في محاسنها للعيب تخليل

جاءت بحبي وتصديقي إليك وما ... حبي مشوب ولا التصديق مدخول

ألبستها منك حسنا فازدهت شرفاً ... بها الخواطر منا والمناويل

لم أنتحلها ولم أغصب معانيها ... وغير مدحك مغصوب ومنحول

وقال في الهمزية:

هاك من صنعة القريض بروداً ... لك لم تحك وشيها صنعاء

فهذا البيت صريح في أن الرجل كان يرى أن مديحه للرسول يشبه البردة التي حوت جميع الصفات الحميدة التي أتصف بها النبي عليه السلام.

وقد ذكر البوصيري كلمة (بردة) في غير المناسبات السابقة ومثال ذلك قوله:

رسول الله دعوة مستقيل ... من التقصير خاطره هيوب

تعذر في المشيب وكان عياً ... وبرد شبابه ضاف قشيب

وفي قصيدته (ذخر المعاد) نظر إلى كعب بن زهير وقصته مع الرسول قال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>