للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

القاهرة الجديدة

للأستاذ نجيب محفوظ

بقلم الأستاذ ثروت أباظة

قصة رائعة من صميم الحياة المصرية وضعها الفنان الموهوب الأستاذ نجيب محفوظ، وقد استهدف فيها عدة آراء عالجها بأسلوب يتفق وكل رأي، فهو ساخر حيناً؛ جادٌّ حيناً آخر، رائع في الحينين. وللأستاذ نجيب ريشة لا تخطئ النأمة الخالجة في شخصياته، وهو واثق من فنه فتراه لا يقصر هذه الريشة على شخص واحد بل يطلقها على أشخاص كثيرين يرسمهم فتعرفهم وتعيش معهم وتحس إحساسهم فتصبح شريراً مع الشرّير خيّراً مع الخير مندفعاً متأججاً مع المندفع المتأجج.

وشخصيات الرواية مركَّزة في أربعة شبان وفتاة. أما الشبان فتجمعهم رابطة الدراسة في الجامعة فهم جميعا في الليسانس كما يجمعهم اتحاد السكن. ثم تنشعب بهم مسالك الخلق فلا مواءمة ولا انسجام؛ فأحدهم - وهو من طارده الأستاذ نجيب وجعله بطلا لقصته - شاب في الرابعة والعشرين من عمره ذو منبت يابس وتربية وضيعة تأصلت في نفسه، واجتمع الفقران، فغدا ولا أصل يتكئ عليه، ولا مال يتستر به. فكفر بالأخلاق، وأصبح مثله الأعلى (طظ) التي يلجأ إليها كلما اكفهرت الحياة وأغلقت شعابها دونه. (فطظ) في الأخلاق، (وطظ) في الفضيلة (وطظ) في القوم، وليس (طظ) في شيء واحد هو نفسه، وعلى هذا النهج سار، وعن طريقه وصل إلى زوجته وهي فتاة القصة، وعن سببها تم تعيينه. فهي عشيقة موظف ضخم، زلّ وأراد أن يتمادى فاتخذ من (الطظ) ستاراً. فقبل قائلاً: طظ. . .

وهذه الفتاة هي ابنة بائع سجائر مواجه للجامعة ذات أم عاهرة، ووالد من حزب الطظ محتاج إلى المال فحرض ابنته لتأتي له به. فتمنعت أول الأمر، وانصاعت لحب عفيف بينها وبين أحد الشبان الأربعة هو علي. . . شاب جميل ذو أصل ليس بالهين، ومال يكفيه ذلة السؤال، له آراؤه الملحدة، ولكن عن عقيدة، وله أيضاً مثله العليا التي يسعى لتحقيقها؛ فهو اشتراكي يفخر بغناه واشتراكيته، ولا يمنعه الإلحاد ولا الاشتراكية من أن يكون عفيفاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>