للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصيدة شوقي]

في جلالة الملك فيصل

بقلم الأستاذ حسين الظريفي

لما اعتزم مغني مصر الكبير الأستاذ محمد عبد الوهاب السفر إلى العراق عام ١٩٣٢، رأى المغفور له شاعر الضاد وأمير الشعراء أحمد شوقي بك، ألا يدع الفرصة تفوت دون أن يملأها بما يريد، فألف قصيدته الخالدة التي أثنى فيها الثناء الجم على أمة العراق وملكه ساكن الجنان فيصل الأول

وقد انشد الأستاذ القصيدة على مسرح المعرض الذي أقيم في بغداد في السنة المذكورة، وانشدها أمام الملك في قصره في حضور رجال الدولة وكبار الساسة وأعيان البلد وجمهور المستمعين من شتى الطبقات. ثم رأينا مكروفون المذياع وأبواق الحاكي تعيد لنا ما أبدع به محمد عبد الوهاب على مسرح المعرض حتى شاعت القصيدة وذاعت على الأفواه. والذي نريد إثباته في هذه الفرصة هو أن مطلع القصيدة وبيتا أخر قد كثر حولهما كلام الناس في بغداد. وأنتقدهما غير واحد من الشعراء، وكان اكثر هؤلاء المنتقدين - على ما اعتقد - يجهلون معنى البيت جهلا تاما، وبهذا الجهل انحدروا إلى التهجم على شاعرية شوقي، وهو الشاعر الفرد الذي أضاف إلى لغة الضاد مادة جديدة من معانيه المبتكرة. وأنتقل بالشعر في بعض مواقفه من عالم الطبيعة إلى ما وراءها، حيث تجتمع الفلسفة والشعر الرفيع في نقطة واحدة

ولذلك أحببت أن اعرض رأيي الخاص فيما يجب أن يحمل عليه البيتان. وأولهما هو مطلع القصيدة:

يا شراعاً وراء دجلة يجري ... في دموعي، تجنبتك العوادي

وقد رأى كثير من الشعراء والأدباء، أن المخاطب بهذا البيت هو جلالة الملك فيصل، والحقيقة أن الخطاب إلى الأستاذ محمد عبد الوهاب، لعدم امكان حمله على غيره، ولدلالة الأبيات التي تلي هذا البيت، وهي:

سر على الماء كالمسيح رويداً ... واجر في اليم كالشعاع الهادي

وائت قاعا كرفرف الخلد طيبا ... أو كفردوسه بشاشة وادي

<<  <  ج:
ص:  >  >>