للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة النقد]

آفاق العلم الحديث

للأستاذ فؤاد صروف محرر (المقتطف)

بقلم الدكتور إسماعيل أحمد أدهم

البحوث العلمية لا وجود لها في العالم العربي اليوم، والدراسات العلمية نادرة في لغة العرب، وهي أن جاءت فيها، فعادة تجئ من القسط الشائع من الآراء الذائعة اليوم في العالم الأوربي عن العلم الحديث، وهي بذلك دراسات - غالباً - تدور حول كليات لا تنزل منها للتفاصيل والجزئيات التي تتقوم بها. ومن هنا كانت عامية التفكير العلمي عند الكثيرين من كتاب العرب وخلطهم في المسائل العلمية وما يتصل بها بوشائج الصلة من الآراء والأفكار. ولهذا كانت المحاولات التي تبذلها مجلة (المقتطف) شيخة المجلات العربية منذ نشأتها لا تقدر قيمتها من حيث تعمل على القضاء على عنصر العامية في الفكر العلمي العربي - إن صح مثل هذا التعبير هنا - والنتائج التي تتركها هذه المحاولات في الفكر العربي كبيرة، آثارها غير أن قد لا تبدو اليوم للجميع واضحة، إلا أنه لا شك في كونها مع الزمن ستنكشف وتتوضح خطوطها وتستبين معالمها. والواقع أن مجلة (المقتطف) منذ عهد مؤسسها المرحوم الدكتور يعقوب صروف، أعطت الدراسات العلمية اهتماماً كبيراً. وهذا الاهتمام يبدو اليوم على صفحات (المقتطف) في الجهود الطيبة التي يبذلها خلفه الأستاذ فؤاد صروف في تقريب صورة العلم كما ترسمها المباحث الحديثة في الهيئة والفيزياء وعلم الحياة والنفس، وفي تقريب الأفكار العلمية إلى الأذهان. وهذه الجهود ظاهرة في الفصول المبسطة التي تنشرها (المقتطف) في كل عدد منها، والتي يجيء معظمها من قلم محررها، والتي يجمعها بعد نشرها في مجاميع، منها كتاب اليوم (آفاق العلم الحديث) الذي خرج بديلاً عن عددي سبتمبر وأكتوبر المنصرمين.

والكتاب مقسم إلى مقدمة وبابين، أما المقدمة ففي أثر العلم الحديث في خلق الغدد، وأما الباب الأول ففي عالم المادة الجامدة وهو ينطوي على سبعة فصول تتدرج من أقصى آفاق الكون في عالم الأفلاك إلى أدق ما في الوجود، في عالم الذرة والكهرباء والباب الثاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>