للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

أقلام الناشئين

للأستاذ فليكس فارس

أمامي كتابان نشرهما الشيخ أحمد جمعة الشرباصي، الأول بعنوان (حركة الكشف) صدر منذ سنتين، والثاني بعنوان (محاولة) صدر في هذا الشهر

ولقد رأيت في هذين الكتابين من روعة الإنشاء ودقة الشعور والنضوج المبتسر ما أهاب بي إلى إرسال كلمة فيهما

إن المؤلف يرمي في كتابه الأول إلى إظهار ما في نظام الكشافة من محاسن وفوائد، داعياً إلى تكوين فرق تعمل بهذا النظام من الشبيبة المنتسبة إلى المعاهد الأزهرية، مستنداً في دعوته هذه إلى أن تقويه الناشئة، وتعويدها الصلابة والطاعة وتدريبها على توحيد الحركة والسير نحو هدف واحد في غاياتها الأخلاقية، إنما هي جميعاً من قواعد الإسلام الأساسية. فلا يمكن أن يعد تكوين هذه الفرق في المعاهد الدينية بدعة أو اقتباساً لطريقة تخالف العقيدة، أو تشذ عن التقاليد الموروثة عن السلف الصالح

ومما تجدر الإشارة إليه أن كتاب (حركة الكشف) صدر سنة ١٩٣٦ حين كان المؤلف في السابعة عشرة من عمره، وقد وقفت فيه متعجباً بل مندهشاً أمام هذا التسلسل في تدوين تاريخ الكشف وتطور أساليبه وأمام هذا المنطق الرصين يقدر الحوادث ويزن أعمال الرجال ويتغلغل في التاريخ ليثبت فضل العرب المهتدين بنور الوحي على نهضة الغرب في تفكيره وتنظيمه

أما في الكتاب الثاني فالمؤلف يذهب في محاولته ذهاب من رسخت عقيدته متعالية عن تردد المحاولين، فيأتي بسلسلة مقالات أولها عن الصديق الصدوق يجيء فيها على وصف إخلاص أبي بكر الصديق للرسول الكريم سارداً ما حدث للأول مع عمر فيرسم أروع صورة شهدها التاريخ للوفاء والإقرار بالخطأ وإنصاف سيد المنصفين. ثم يدبج مقالاً بعنوان (محمد عبدة، النابغة الذي عاش في وطنه غريباً) فتقع بصيرة القارئ في هذا الفصل على الصورة الخالدة التي ستحل للأمام الكبير في روع الجيل الآتي بعدنا فترى هذا الجيل أشد إنصافاً منا نحن أبناء حقبة الانتقال وأوسع إدراكاً لعظمة أبطال النهضة وأعمق

<<  <  ج:
ص:  >  >>