في (تزيين الأسواق) من لطف الفقيه أبي بكر محمد بن داود (الظاهري) ورقته أنه كان يدخل الجامع من باب الوراقين فهجره أياماً. فسئل في ذلك فقال: دخلت يوماً فرأيت متحابين يتحادثان، فتفرقا منذ رأياني، فآليت ألا أدخل مكاناً فرقت فيه بين متحابين
٢٩٤ - نموذج من نثر أبي تمام
في (رهبة الأيام): كتب أبو تمام مع أخيه سهم بن أوس إلى علي بن اسحق (والي دمشق وأعمالها) كتاباً يذكر فيه حرمته به، ومنازلته إياه في الفندق في (سرّ من رأى) وضرب له في كتابه مثلاً فقال: (ومثلي مع الأمير - أعزه الله - مثل عجوز كانت بالكوفة من جَرم قضاعة، وكان الوالي على الكوفة رجل من عُكل. فأجرم ابن العجوز جرماً، فحبس، فتعرضت العجوز للوالي على ظهر الطريق، وقالت: أصلح الله الأمير، لي حاجة، ولي بالأمير وسيلة. فقال ما حاجتك؟ وما وسيلتك؟ قالت: حاجتي أن تطلق ابني من محبسه، ووسيلتي إليك أن الشاعر جمعني وإياك في بيت السوء حيث يقول:
جاءت به عُجُزٌ مقابَلةٌ ... ما هُنّ من جَرم ولا عُكل
وأنا امرأة من جرم، وأنت رجل من عكل. فأمر بإطلاق ابنها. وأنا أقول: وسيلتي إليك (أيها الأمير) منازلتي إياك في الفندق بسر من رأى مع فتور الماء، وكثرة الذباب) وكتب إليه في أسفل الكتاب قصيدة نونية
٢٩٥ - أن كان وضاح إلا مفتيا لنفسه
في (أغاني) أبي الفرج قال يوسف بن الماجشون: أنشدت محمد بن المنكدر قول وضاح اليمن:
إذا قلت يوماً: نوّليني، تبسمت ... وقالت: معاذ الله من فعل ما حرم!
فما نوّلت حتى تضرّعت عندها ... وأعلمتها ما رخص الله في اللمم