نعرض في هذه الكلمة الموجزة لضرورة العمل على إنشاء معهد ومتحف بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول يكون الغرض منهما دراسة الإنسان وجميع عناصر نشاطه المادي والروحي في المجتمعات البشرية المحدودة المدنية. وفي هذا المعهد يعني بوجه خاص بدراسة سكان حوض النيل واثر البيئة الجغرافية في حياتهم
وسنتكلم أولاً عن المقدمات والأسباب التي نشأت عنها فكرة وجود معهد الأثنولوجية وملحقاته، ثم ننتقل بعد ذلك للحديث عن الطرق والوسائل والخطوات التي يمكن اتباعها للوصول إلى تحقيق فكرة وجود هذا المعهد، مراعين في ذلك الحالات المادية والمستوى العلمي بمصر في الوقت الحاضر. وفي النهاية نعرض لبرنامج الدراسة فيه وجمع الأشياء وترتيبها بالمتحف
كيف بدأت البحوث الأتنولوجية بمصر
المؤسسات العلمية بمصر
إذا استثنينا بحوث (جيرارد) أحد أعضاء الحملة الفرنسية ووصفه الشامل لبعض نواحي الحياة المصرية، وألقينا نظرة عامة على تاريخ المؤسسات العلمية بمصر، ثم تصفحنا بحوثها الأتنوجرافية وقسنا مجهوداتها لنلمس ما قدمته من فوائد لعلم الاجتماع بوجه عام، ولإتنوجرافية حوض النيل بوجه خاص، وجدنا أن الجمعية الجغرافية الملكية هي أسبق لك المؤسسات إلى تحديد غايتها من حيث العمل على دراسة البيئة الجغرافية والاجتماعية بحوض النيل، إذ نقرأ في منهجها الموضوع عام ١٩١٨: أن (الجمعية ترغب بوجه خاص في توسيع وتهذيب البحوث الأتنولوجية):
وجاء في موضع آخر من هذا المنهج أن (البيئة الجغرافية لا تدرس إلا في الحالات التي تتأثر بها طرق حياة الإنسان):