للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٦ - في بلاد الأحرار]

للكاتب التركي الأستاذ أغا أغلو أحمد

للأستاذ أحمد مصطفى الخطيب

اجتماع - أقوال الخطباء

يالها من بلاد عجيبة؟ ما أصعب نيل الحرية؟. . لبت شعري هل أستطيع ألفة هذه الحياة؟. . لقد خيل لي الأمر في البداية هلا ميسوراً. . ولكن هاهي ذي المصاعب تتوالى وتتفاقم في النهاية. .

إن هناك رواسب في قرارات النفوس تركتها عهود التاريخ الماضية من ورائها، هي التي تستعبد الإنسان وتقيده أكثر من غيرها. .

وها إن الحال تتطلب الآن التخلص من نيرها وسلطانها دفعة واحدة. . . عليك أن لا تكذب، أن لا تداهن، أن تتحلى بالشجاعة، أن تدافع عن الحق، أن لا تعرف معنى التردد، أن تقول الحق!

يالها من شروط صعبة ثقيلة؟

كيف لا يخشى جانب الرجل ذو البأس والقوة؟ أو لا يجهر له بالصدق؟ أو لا يتحاشى التزلف إليه؟

إن المرء لتضطرب أحشاؤه وترتعد فرائضه عند رؤيته أحد هؤلاء الطغاة العتاة. . . ورأسه يدور، ورقبته تنحني ولسانه يباشر الحمد والثناء بغير إرادة منه!

ولا يمكن أن أنسى قط ما كان يحدث لصديق لي كلما أراد محادثة أحد الوزراء في التلفون فقد كان يشحب لونه، ويتلعثم لسانه ويأتي بحركات آلية مضحكة كما لو كان أمام الوزير نفسه بالذات لا أمام آلة صماء. . . وقد شاهدته ذات مرة وهو يردد هذه العبارات في ارتباك ظاهر وذعر شديد:

(. . . نعم يا مولاي. . . بفضل عطفكم السامي. . . هفوة الصغير عفو الكبير. . .)

ثم ألقى بالسماعة على الأرض بعنف وترامى على أحد المقعد لاهثاً وهو يقول:

- (آه!. . . كاد أن يقضى علي. . . لماذا كل هذا السخط والهياج؟. . كل ما في الأمر

<<  <  ج:
ص:  >  >>