أصدر الدكتور محمد مندور كتباً ثلاثة أضافها في الأسبوع
الماضي إلى المكتبة العربية هي (نماذج بشرية) و (في
الميزان الجديد) و (من الحكيم القديم إلى المواطن الحديث)
الأول والثاني من تأليفه، والثالث ترجمة عن الفرنسية
لمجموعة من الدراسات في الثقافة الخلقية، كتبها نفر من كبار
أساتذة فرنسا المعاصرين
وليست (النماذج بشرية) بالكتاب الغريب عن القراء فقد طالعنا بعضه مقالات في المجلات الأدبية، ظل ينشرها المؤلف تباعاً منذ عاد من أوروبا، قبل الحرب الحالية بقليل، حتى اليوم. وقد جمعها المؤلف في كتاب واحد بعد أن أعاد فيها النظر فأصلح منها، ورجع عن الكثير من آرائه وأحكامه، وفقاً لتطوره الروحي. وأضاف إليها نماذج جديدة؛ وفضلا عن ذلك فقد صدر للكتاب بمقدمة طويلة كتبتها زوجته السيدة ملك عبد العزيز خريجة كلية الآداب، وقد احتوت تلك المقدمة على دراسة عميقة لما جاء في الكتاب؛ وبما لها من نفاذ الأدبية الشاعرة، ويحكم كونها أقرب الناس إليه عرضت لشخصية المؤلف بالتحليل فكشفت لنا الستار عما يخفى علينا من خصائص نفسه الغنية الزاخرة بمختلف المشاعر الحادة والمعاني المتألقة
وبعد فما موضوع هذا الكتاب؟ أو ما هي هذه النماذج البشرية التي عرضها علينا المؤلف؟ نفر قليل من العباقرة الخلاقين أمثال:(جيته) و (دستويفسكي) و (موليير) و (هوميروس) الخ. . . هم وحدهم الذين استطاعوا بطول ما تدبروا الوجود والنفس الإنسانية؛ النفاذ إلى جوهر الحياة الإنسانية، فكشفوا الستار عن أسرار البشر وطبائعهم الأصيلة، وأودعوا أبطال