للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[يوم ولا كالأيام!]

للأستاذ عباس محمود العقاد

كان يوم الاثنين الماضي في مصر يوم شم النسيم.

وشم النسيم في مصر يوم ولا كالأيام أو عيد ولا كالأعياد.

لأن العالم كله لا يعرف يوماً من أيام المواسم تلاقي فيه من المراسم والشعائر وتراث الأديان الباقية والبائدة ما تلاقي في هذا اليوم.

ففيه من شعائر الأديان البائدة أنه يوافق عيد الحصاد أو عيد الربيع، ويحتفل به الناس كما كانوا يحتفلون بعيد الخليقة قبل آلاف السنين.

وفيه من شعائر الدين الإسرائيلي أنه يوافق عيد الفصح، أو عيد الخروج من مصر مع موسى الكليم.

وفيه من شعائر المسيحية أنه يأتي يوم أثنين ولا يأتي يوم أحد، ليقترن بعيد القيامة ولا يختلط به في احتفال واحد.

والغربيون يذكرون عيد القيامة بأسماء تدل على بعض هذه التواريخ من جوانب متعددة.

فاسم (أيستر) الذي يعرف به في اللغة الإنكليزية مأخوذ من استر أو اشتار، أي عشتروت ربة الربيع.

واسم باك الفرنسي وباسكا الإيطالي مأخوذان من كلمة باسكا اليونانية وهي مصحفة من كلمة فسح العبرية وتكتب بالحروف اللاتينية، وهي في العبرية تقارب معنى فسح في العربية بمعنى الإفساح والتسريح، إشارة إلى اقتران العيد بانطلاق الإسرائيليين من أسر فرعون.

فالربيع الفصح والقيامة وشم النسيم موسم واحد متفق الموعد مختلف المراجع والأصول.

ولكل شعيرة من شعائر هذا الموسم سبب جديد وسبب قديم، أو تعليل يقول به مفسرو الأديان، وتعليل يقول به التاريخ.

فالإسرائيليون كانوا يذبحون فيه الحملان ويأكلون فيه فطيراً غير مخمر، ويقولون في تعليل ذلك إن ملك النقمة الذي ضرب أبناء المصريين بالموت كان ينظر إلى الأبواب فإن رأى فيها أثر الدم من الضحية تركها، وإن لم يره دخل البيت وأهلك أول أبنائه، وهي

<<  <  ج:
ص:  >  >>