الفتوحات المكية: أخبرني الثقة عندي عن الشيخ أبى الربيع الكفيف المالقي كان بمصر يخدمه أبو عبد الله القرشي. فدخل عليه الشيخ وسمعه يقول في دعائه: اللهم يا رب، لا تفضح لنا سريرة، فصاح فيه الشيخ وقال له: الله يفضحك على رؤوس الأشهاد يا أبا عبد الله، ولا شئ تظهر لله بأمر وللناس بخلافه، أصدق مع الله (عز وجل) في جميع أحوالك، ولا تضمر خلاف ما تظهر. . .
٨٠٦ - طفيلي
دعا رجل قوماً فجاءوا وأتبعهم طفيلي، ففطن به الداعي فأراد أن يعلمه أنه فطن به فقال: ما أدري لمن أشكر منكم: لكم إذ أجبتم دعوتي أم لهذا الذي تجشم من غير دعوة.
٨٠٧ - فان ترد الزيادة هات قلبا
أبو الفوارس سعد بن محمد:
تشربش أو تقمّصْ أو تقَّبا ... فلن تزداد عندي قطَّ حبَّا
تملك بعضُ حبك كلَّ قلبي ... فإن تردِ الزيادة هاتِ َقلبا
٨٠٨ - وما أقدر أن أتكلم بالفارسية
قال ابن جني في كتاب النوادر الممتعة: بينما أبو علقمة النحوي يسير على بغلة إذ نظر إلى عبدين أحدهما حبشي والآخر صقلبي، فإذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأرض، وأدخل ركبته في بطنه، وأصابعه في عينيه، وعض أذنيه وضربه بعصا كانت معه فشجه، وأسال دمه. فجعل الصقلبي يستغيث فلا يغاث، فقال لأبي علقمة: اشهد لي. فقال قدمه إلى الأمير حتى أشهد لك، فمضيا إلى الأمير، فقال الصقلبي: هذا يشهد لي، فنزل أبو علقمة عن بغلته وجلس بين يدي الأمير، فقال له الأمير عم تشهد يا أبا علقمة؟
فقال: أصلح الله الأمير بينما أنا أسير على كوردني هذا إذ مررت بهذين العبدين فرأيت هذا الأسحم قد مال على هذا الأبقع فحطأه على فدفد ثم ضغطه برضفته في أحشائه حتى