للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمرآهما، وانعقد لسانها في فمها فراحت تحدق فيهما النظر محاولة استجلاء ما في نفسيهما، فأجاباها بنظرات حائرة شاردة. . . وقد تدلت شفتاهما السفليان قليلا. . ولما استعادت المرأة رباطة جأشها، دفعت الباب في وجه الزائرين غير المنتظرين، وصرخت. . .

هرول (عزيز) وزميله إلى الشارع ووقفا عند مصباح كهربائي يلهثان ثم خاطب المزارع عزيزا بقوله - أتضللني أيضا؟ أين ربة الجمال؟ أعد لي خمسة جنيهات أنفقتهما عليك هذه الليلة.

فأجابه (عزيز) ما الذي تعنيه بقولك هذا؟ إنني دعوتك إلى زيارة أدبية فنية فقط. . . وجل قصدي من هذه الزيارة إفهامك ماهية الجمال من حيث هو فن إيحائي!. . .

قال المزارع - ماذا؟. . . ماذا. . .؟

قال - الجمال يا عزيزي على نوعين: مجرد، وفني. . . فالمجرد هو الجمال الملائكي البلوري، وأما الفني فهو جمال تقاطيع الوجه الدالة على ماهية النفس.

قال - دعنا من الهذر، إنني لم أنفق ما أنفقته هذه الليلة لأسمع منك هذه الثرثرة. لن أبرح هذا المكان حتى تأتيني بربة الجمال.

قال - صه. . . لا ترفع صوتك وإلا فضحنا، وأساء القوم الظن فينا. . . وحاول المزارع المطالبة بحقوقه. . . لكن (عزيز) استوقف سيارة، ودفعه إلى داخلها، وقال للسائق: إلى يافا. . أسرع. . .

قص علي (عزيز) قصته هذه وقال:

بودي أن أذهب مرة أخرى إلى السيدة ايسبرجر لأبين لها حسن نيتي من تلك الزيارة الليلية فما رأيك. . .؟

نجاتي صدقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>