تحت هذا العنوان تلقيت عن طريق مجلة الرسالة إحدى الرسائل التي تحمل توقيع (عبد الحميد فاضل المحامي)، ولقد تفضل المحامي المهذب فخصني بفيض من التجريح الرخيص بمناسبة المقال الذي كتبته في عدد مضى من الرسالة عن الأستاذ توفيق الحكيم!. . أما نص الرسالة التي وجهها إلي فأنا على استعداد لنشرها والتعقيب عليها، ولكنني أود قبل أن أقدم على النشر والتعقيب أن يتفضل الأستاذ المرسل بذكر عنوانه الذي تعمد أن يغفله، لأنني أشك في أن يكون له في نقابة المحامين مكان!
إن مما يضاعف من شكي في ما ذهبت إليه أن الرسالة التي وجهها إلي مكتوبة على الآلة الكاتبة وليس بها من خط يده غير توقيعه. . . ولقد عودنا المحامون أن تحمل رسائلهم أسمائهم مطبوعة وإلى جانبها عناوين مكاتبهم وأرقام التليفونات، ولكن هذه الرسالة العجيبة تخلو من هذا كله خلوا مقصودا يثير الظنون!. .
وليصدقني القراء إذا قلت لهم إنني تعودت أن ألقى كل ما يكتب بحس الناقد قبل أن ألقاه بحس القارئ؛ ومن هنا فقد قرأت هذه الرسالة المريبة مثنى وثلاث ورباع. . . يخيل إلي أنني وصلت من وراء أسلوبها إلى أشياء هزت جوانب اليقين في نفسي، ومن ناحية أن يكون مرسلها هو صاحب التوقيع!. . مهما يكن من شيء فأنا أرجو أن يتفضل علي الأستاذ المحامي بذكر عنوانه لأتحقق من شخصه، وإذا لم يفعل فأغلب الظن أن هذه الرسالة من أديب تخلت عنه شجاعته حين راح يخاطبني من وراء الأسماء المستعارة!
هل يستطيع المحامي أن يذكر لي عنوانه حتى لا أذهب في الظن إلى أنه ذلك الأديب المعروف، الذي يستطيع كل متذوق للأساليب الأدبية أن يحكم بأن هذا هو أسلوبه؟!. . وسواء أكان الذي كتب إلي هو ذلك المحامي الذي لا اعرفه أم ذلك الأديب الذي يخيل إلي أنني قد عرفته، سواء أكان هذا أم ذاك فأنا استحلفه بحق الشجاعة الشهيدة أن يواجهني بحقيقة شخصه لأستطيع أن أنشر رسالته وأعقب عليها.
أنا في انتظار شيء من الضوء يبدد هذا الظلام. . . ومعذرة، فقدت تعودت أن ألقى خصومي في وضح النهار!