للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من (الكتاب الذهبي) قبل أن يطبع]

لغة الأحكام والمرافعات

للأستاذ زكي عريبي

- ٥ -

(أما المتهمان على الأدب الزاريان على الفضل في أشخاص المثقفين فهما. . .

وأما المجني عليه فهو. . .

ولو شئنا التوسع لقلنا إن المجني عليهم قوم كانوا في عزلة من القوة فتجرد لهم المتهمان يسطوان عليهم بالقلم المسموم والقول القاذع والعبارة التي تقطر سماً وحقداً وحفيظة.

وما علمنا أن أمة صقلتها الحضارة أو كانت على الفطرة من البداوة جعلت من فضائلها تجنيها على الوادعين الذين هم في أمن وعزلة لا يملكون لأنفسهم أمام الساطين عليهم دفعاً.

إن لهذا الإيجاز إيضاحاً ولهذه الجملة تفصيلاً).

ولغة التفصيل الموعود أروع وأمجد. اقرأ هذا البيان لما وقع من المتهمين وهذا التنويه بشناعة الجريمة.

(أقبل مديرون من ولاة الأقاليم، وما كانوا نكرة فينساهم الناس، وما كان التشيع الحزبي ليميت العواطف الكريمة، بل ما كان للنبل أن يموت، وما فقدت مصر الرجولة فراح قوم يمشون إلى هؤلاء المعزولين بالكلم الطيب ودعوهم إلى وليمة، ورأى من يحسن القول في هذا الحفل أن يتقدم بكلمة طيبة لا ينكرها إلا حقود.

وقديماً كان الناس يمشون إلى الولاة المعزولين يرفهون عنهم ويذكون لهم حميد فعالهم. . . ولكن المتهمين هاجهما أن يرضى الناس عمن غضبا هما عليهم.

ثم هاجهما أن يعيش هؤلاء الولاة وأن يرضى عنهم الناس فراحا يقولان عنهم في جريدة. . . إنهم أسفل المجرمين.

يا شرف اللغة العربية كيف طاوعت هذين الرجلين حتى جعلا من بعض الأكرمين (أسفل المجرمين).

خبروني إذا كان الوالي الذي يعزل لا لنقصية في شرف يعد (أسفل المجرمين) فمن يكون

<<  <  ج:
ص:  >  >>