للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[النيل في ضوء القرآن]

تأليف الأستاذ أحمد الشرباصي

للأستاذ سعد الدين موسى كله

وهذا كتاب جديد فريد يحتل مكانته اللائقة به في صفوف المكتبة العربية الخالدة! أجل هو جديد في نوعه - فريد في بحثه وعرضه! ولم لا وقد تعرض في صفحاته الرائعة الممتعة إلى قضية النيل ودراسة هذا النهر (المبارك الروحات، الميمون الغدوات) كما قال (عمرو) على ضوء القرآن الحكيم بعد أن قدم له بمقدمات تمهيدية، من جهة اللغة العربية والتاريخ، كما لم يفته أن ذكر لنا (النيل) عند الشعراء وفي مخيلتهم، وكيف أجادت تصويره قرائحهم فافتنوا في ذلك افتنانا عجيباً؟! وليس غرضي من هذه الكلمة العجلى التدقيق والتحقيق أو التفصيل والتحليل (فلذلك موعد آخر) إنما هو العرض السريع والسير الحثيث مع المؤلف أرجو أن أوفق فيه إلى جذب أنظار قراء الأدب ومحبي الحكمة وعاشقي الثقافة لمطالعته لنفاسته وللإفادة منه خاصة، وهو نفحة عاطرة من نفحات (القلم الشرباصي) الرشيق الرقيق الذي ما فتئ كل يوم يطلع علينا بلآلئه ويواقيته العذارى الأبكار، وغرره ووروده الزواهر المشرقات كفلق الصبح أو وضح النهار!

والكاتب اللبق، والأديب الحق في رأيي - هو من يغوص في أعماق الحقيقة فيبتكر لنا من أخيلته الشاعرة وذهنه الولود أفكاراً وآثاراً، واقتباساً وأنوارا، ناقضا بقدرته وعبقريته تلك النظرية القديمة البالية. (لا جديد تحت الشمس)! وكذلك فعل الشرباصي هنا فبدأ ببيان اشتقاق كلمة النيل في اللغة ومصدر النيل في زوايا التاريخ، منتقلاً بنا إلى ندوة شعرية جميلة، ناقلاً لنا مختارات مجيدة فذة - تدل على ذوقه البليغ - واختيار المرء قطعة من عقله! ويطوي الحديث سريعا ليخلص إلى السنة والكتاب، مستعرضا بعض الأحاديث والآيات في براعة ولباقة وتعقيب ودقة، ويبدع الشرباصي أيما إبداع حينما يتحدث عن مصر وفرعون في القرآن ثم عن بعض الرسل في مصر كيوسف وموسى عليهما السلام، مطعماً حديثه بآثار وروايات عن الصحابة والأئمة والمؤرخون في تمجيد (النيل) (ومصر) التي هي هبة (النيل) كما جاء عن (هيردوت) المؤرخ اليوناني القديم. . وهذا فصل من فصول الكتاب تحت عنوان - خيرات الوادي - يستعرض فيه غلات مصر وزهورها

<<  <  ج:
ص:  >  >>