والطريف في المؤلف أنه نقل صوره نقلاً (مصرياً) إن صح التعبير، فعلى أنه يتقن أكثر من لغة أوربية، لم يشأ في كل هذه الصور - حتى التي وقعت له في أوربا - لم يشأ أن يصورها تصويرا أوربيا، وإنما صورها كما يفهمها (أولاد البلد)! وقد بلغ من هذا القمة في التصوير والنقل الأمين
وليس لدينا في الحق نقد على هذه الصور إلا أننا بصرنا في بعض الأحيان بالكاتب يتحامل قليلاً على بعض أبطاله، ولعل ذلك ناجم من أنه رجل مثالي رغم أنه خب في القصص الواقعي ووضع، وأنه لم ينس مثاليته وإن تضاربت مع الفن الذي سلكه من زمان!
وأنا لنرى الكاتب بعد ذلك يحلق - في بعض الصور - بأسلوب عال، ثم يهبط بعد ذلك - في صور أخرى - غلى أسلوب عادي، ولعل مرد هذا أن الكاتب الفاضل عصبي المزاج لا يلقي أهمية كبيرة للأسلوب القصصي كما أومأ في مقدمة كتابه الفريد