طالما طال عناقي، وتطاول حمقي؛ حتى نزل العنق بين كتفي وكاد يمحى من كياني، واسترخى الحمق في بلاهة ردتني إلى الحقيقة، فعرفت ميزاني واتزاني!
كنت أزن المقادير على قدرك، وأصطنع الجاه في ظلك، أدعى الأصل العريق بأصالتك!
كانت الغفلة تركب رأسي؛ فأتغابى عن الحق، وأصور الحياة متعات لاهية تملأ لهوات الأطماع!
ما حسبت أن السيادة فطرة الله فتغالبت وتعاليت، حتى أرخصني غلوي، وهبط بي علوي، وتبصرت حاتي فوجدتني صفرا بلا آحاد، بعيد أن كنت واحدا بياهي بأصفار على يمينه!
يا مالي!. . .
أناديك وقد طويت كشحك عني، كأنك ترد إلي (ضريبة) غروري. وما جدواي من ندائك بعد أن كبا بي جدي، وأخلفت الأيام عهدي؟
يا مالي!. . .
ليست فيك آمالي؛ فقد علمت أن الآمال في خزانة القلب ممثلة في الرضا، والقناعة، والأمن، والسلامة!
يا مالي!. . .
كان الشيطان يغرني، ويغرر بي، حتى تركني في مزجر الحسرة؛ فرميت مرمى المهانة!