تعمل الحكومة الفنلندية جهدها لترقية الزراعة فأنشأت مدارس للزراعة وفلاحة البساتين وتربية الماشية وصناعة الألبان وتربية الخيل والتدبير المنزلي، وأنشأت معهداً للبحوث الزراعية يتبعه محطات تجارب لتربية النباتات وصناعة الألبان وإصلاح أراضي المستنقعات. ومما يدل على اهتمام الفنلنديين بالزراعة أن كل مزارع منهم ينتمي إلى جمعية زراعية، وجميع الجمعيات الزراعية تساعدها الحكومة.
والفنلنديون مغرمون من قديم بشرب اللبن فتراهم يدعون الله في صلواتهم أن يكثر ألبانهم. وهم مشغوفون بأكل الزبد فتحث الأم ابنتها على الإكثار من أكله وهي تنشدها قائلة:
كلي الزبد الطازج طول العام
كي يستدير جسمك
كلي لحم الخنزير طول العام
كي يزيد حسنك
كلي القشدة طول العام
كي يزيدك جمالاً
وكان الفنلنديون في سنة ١٢٦٠ ميلادية يدفعون بعض الضرائب للحكومة أقراصاً من الزبد. وفي سنة ١٥٦٠ بلغ الزبد الذي صدرته فنلندا إلى دنزيج ولويك والدانمارك وهولندا نصف مجموع صادراتها. أما الآن فعشرة في المائة من الصادرات من الزبد والجبن، وقد بلغت الحركة التعاونية في الألبان درجة لا تضارع في أي قطر آخر. وخمسون في المائة من أعمال الفلاح في فنلندا محصورة الآن في صناعة الألبان ومشتقاتها.
وقد كانت الأبقار الفنلندية رديئة ضعيفة صغيرة قليلة اللبن تجوب المستنقعات وراء الغذاء، فعملت الحكومة على تحسينها فأوجدت عترات نقية جيدة وعلمت المزارعين ضرورة إنتاج