الألبان الجيدة فأسست المعاهد والمدارس لتدريبهم على صناعة الألبان بالطرق الحديثة وأوجدت معياراً ثابتاً للبن وللزبد وصدرتها على هذا الأساس.
ويوجد الآن في ميناء هانكو مخزن ومعمل عظيم للزبد المعد للتصدير فيفرزونه من حيث الرائحة والطعم والجودة ولا يصرح بالتصدير إلا للزبد المتفوق الحائز للشروط، ويعاد غيره إلى داخلية البلاد للاستهلاك المحلي بسعر يتناسب مع رتبته. وبذلك أصبح الزبد الفنلندي يضارع زبد الدانمارك، والجبن الفنلندي لا يقل في الجودة عن الهولندي والفرنسي، ويصدر ٩٠ % من زبد فنلندا عن طريق الجمعية التعاونية المسماة فاليو.
وتعتمد فنلندا في ثروتها القومية على الزراعة وصيد الأسماك والتعدين، ففيها قليل من الذهب في لابلندا والنيكل والفضة والنحاس، ويستخرج الحديد من المناجم ومن قاع البحيرات.
وقد تقدمت الصناعة في فنلندا في السنوات الأخيرة مما يشهد لأبنائها بطول الباع واستحقاقهم للحياة، وإليك النسبة المئوية للفنلنديين من حيث حرفهم.
٥٩ , ٦ يشتغلون في الزراعة
و١٦ , ٨ في الصناعة والأعمال اليدوية
و٤ , ٣ في التجارة
و٣ , ٨ في أعمال النقل
و١٥ , ٥ في صناعات أخرى
وقد ازدهرت في فنلندا صناعة الأخشاب والورق والسليلوز ولب الخشب وخشب الأبلاكاش والبوبينات ويشتغل ٣٥ % من الصناع في الصناعات الخشبية. وقد أسس أول مصنع يشتغل بقوة المياه من مائة سنة مضت. وفي سنة ١٨٦٠ استكشفت طريقة صناعة لب الخشب، ومن ثم انتشرت مصانعه بفنلندا.
ومساكن العمال بالمصانع على جانب عظيم من النظام والنظافة. ويشتغل العامل ثماني ساعات في اليوم ويعطى في أول عام من التحاقه بالمصنع إجازة قدرها أسبوع ثم أسبوعان في السنة الثانية وهكذا إلى الخامسة إذ تزداد ثلاثة أسابيع. وفي سنته العاشرة تزداد إلى شهر في العام.