وقد كانت حالة العمال قبل ذلك سيئة فقد كانوا لتفككهم وفقرهم وتحكم أصحاب الأعمال فيهم يشتغلون ١٤ ساعة في اليوم بأجور زهيدة، فتسربت إليهم التعاليم الحديثة الخاصة بحقوق العمال من ألمانيا، فألفوا اتحادات العمال في المدن، وكانت في أول أمرها غير سياسية، إذ اشترك فيها أصحاب الأعمال والعمال، ولكنها ما لبثت أن لبست ثوب الاشتراكية. وفي سنة ١٨٩٩ تأسس حزب العمال ونشر برنامجه الذي طالب فيه بالمساواة في الحقوق وبجعل ساعات العمل ثمانياً في اليوم وتحريم الخمور. ثم تكون الحزب الصناعي وهو دائماً متحد مع حزب الفلاحين.
وتتجر فنلندا مع الروسيا ثم بريطانيا العظمى وألمانيا والدانمارك وفرنسا والسويد، وأهم وارداتها الغلال والدقيق والمعادن والآلات والمنسوجات. وأهم الصادرات الأخشاب. ومن مصنوعاته الورق ولبه، وبعض المنسوجات، والمصنوعات المعدنية والجلود.
وقد افتتح أول خط حديدي في سنة ١٨٦٢ وأنشئ آخر يصل عاصمتها بعاصمة الروسيا (ليننجراد) أي سنة ١٨٧٠. وفي فنلندا نظام بديع من الترع والقنالات أهمها القنال الذي يصل بحيرة سايما بخليج فنلندا، ويمكن بواسطته أن تتوغل البواخر من بحر البلطيق إلى ٢٧٠ ميلاً داخل فنلندا.
ولفنلندا أسطول تجاري، ويمكن للمسافر السويدي أن يصل إليها في بواخر تبرح ستوكهولم في كل مساء عدا أيام الأحد فيصل إلى ميناء توركو الفنلندي وهو ميناء عظيم على أحدث نمط فيه مصانع للسجاير والخزف والمأكولات، والمصنوعات الحديدية والمخازن الكبيرة المملوءة بالبضائع. ومعنى توركو باللغة الفنلندية (السوق) وقد كانت كذلك أيام وثنيتها فأنشئت مكانها هذه المدينة في القرن الثالث عشر.
وفنلندا في مقدمة أمم العالم من حيث بواخرها التي تمخر في الجليد وقد صنعت لأول مرة في سنة ١٨٩٠ وهي تجري على الجليد فتهشمه بثقلها وتشق لنفسها طريقاً في الماء، وبذا يمكنها أن تمخر طول العام إلى ميناءي توركو وهانكو.
ويؤمن الفنلنديون إيماناً صادقاً بنظام التعاون. فنظام فنلندا الاجتماعي مشبع بالجمعيات والمؤسسات التعاونية حتى لا يضارعها فيه أي قطر. فترى المزارع يبيع زبداً بواسطة الجمعية التعاونية لتصدير الزبد المسمى (فاليو) ويحصل على نقود من البنوك التعاونية