للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة النقد]

لا بد مما ليس منه بد

حول كتاب

بقلم الدكتور بشر فارس

قال لي ناس - وأهل الفطنة كثير -: رأيناك تشهر القلم في وجه بعضهم إرادة الذود عن حمى العِلم، إذ قلتَ (الرسالة ٣١٤): (إن العلم في مصر أمسى شيئاً مقدساً له سَدَنته وله حراسه، فكيف يأخذنا القول بالظن والكلام المتحدي والجدال المتحكم والتظاهر بالتثبت والدراية). ونصحتَ لمن عنَّ له التطاول أن يطيل الروّية، وبصرتَه عواقب أمره (إذا هو أقبل على الاشتغال بالعلم أو على نقد من توفر عليه، لأن النقد لا ثمرة فيه إذا حاد عن خدمة العلم وحده). وهذا الناقد ينقضه كلامك فيكتب مقالاً وثانياً وثالثاً، وأنت معرض عنه وقد قلتَ كلمتَك فسارت. فاعلم أن في عنقك أن تكشف عما يجب الكشف عنه مادام المتستر ينتفض فتنزلق المناظرة على يديه إلى مماحكة.

قال لي ناس. . . فقلت: شهرت القلم من قبل للسبب الذي تعرفونه، فلما رأيت الرجل يلوّى قلمه ويكابر، قلت في نفسي: هذا الوادي لا أنزل فيه ولا قَبل لقلمي بالوثب في منحرفاته. إن إسماعيل أدهم تخرّج في جامعة موسكو سنة ١٩٣٣ على قول مجلة الحديث (حلب ١٩٣٨)، وأنا في غير هذه الجامعة تخرجت؛ وقد لقّنني من أدبني أن ألتزم طريق الحق كيفما دار وحيثما انقطع ولا أدري كيف يكون التلقين في جامعة موسكو. قلتم إن المناظرة انزلقت على يد الخصم إلى مماحكة، فحسبي اليوم أن أدوّن ما يؤيد قولكم

قلت كلمتي في (الرسالة) بعد نقد أدهم الأول لكتاب (مباحث عربية). فردَّ أدهم في الأعداد ٣١٧، و ٣٢٦، و ٣٢٨. وكنت أنا وغيري نرقب كيف يحاول أدهم التنصّل مما ألصقته به، فأخفقت الرقابة.

كنت قد كتبت إن أدهم (يختلق القول). إذ يقول: (يعتبر الباحث (يعنيني) كلمة البصيرة مقابلاً (يريد: ناظرة إلى) في ص ٥٧ من مباحث عربية). وزدت أنه من الغريب أني لم أثبت كلمة إزاء كلمة البصيرة في الصفحة المذكورة وقد أطلعت صاحب (الرسالة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>