للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في تاريخ الأدب التركي]

للأستاذ عطا الله ترزي باشا المحامي

في وسعنا أن نقسم تاريخ الأدب التركي إلى عصريين أساسيين: جاهلي وإسلامي، وأن نقسم كذلك كلا من هذين العصريين إلى أدوار مختلفة. .

ورأينا أن نتحدث في هذا المقال عن تاريخ الأدب التركي منذ نشأته حتى تأسيس الدولة العثمانية بإيجاز

يتكون العصر الجاهلي من دورين هامين:

(أولا) دور الأدب المظلم، ولا نعرف عنه أكثر مما يرويه لنا المؤرخون من (مناقب الترك) المعرفة ب (الدساتين) وهي تتضمن بعض القصص والروايات التاريخية عن نشأة الأتراك وقيامهم بتأسيس الدويلات. وتحتوى كذلك على تراجم بعض الملوك والأمراء والقواد. وأشهر هذه الدساستين دستان (أوغوز خان) ودستان (بوزقورت) ودستان (شو) وغيرها. . . ولم يعرف الترك في هذا الدور الكتابة وإنما انتقلت إلينا هذه الدساتين من بعض الآثار التاريخية القديمة

(ثانيا) دور الأدب المكتوب: وشاع في هذا الدور استعمال الكتابة بين الترك. والكتابة الأولى التي عثرت عليها في التاريخ هي التي اكتشفها العلماء بالقرب من مدينه (طورفان) في الشمال الشرقي من (منغوليا) على ضفة نهر (اورخون). فقد وجدت في هذه النواحي ألواح من الرخام مثبتة في الأرض نقشت عليها بعض الكتابات. وكان أهمها ثلاث كتابات تعرف ب (تونيو قوق) و (كول تكين) و (بيلكه قاغا). ويرجع تاريخ الكتابة الأولىإلى سنة ٧٢٠م والثانيةإلى سنة ٧٣٢م والثالثة إلى سنة ٧٣٥م. وقد ثبتت هذه الألواح التي تبحث عن حروب الترك مع الصينيين في جانب زعماء تولوا عرش الدولة التركية المسماة ب (كوك تورك)

ويعتبر (بيلكه تو نيوقوق) أول أديب عرف في تاريخ الأدب التركي على الإطلاق

ولقد أشار إلى وجود هذه الكتابات في أول الأمر المؤرخ الإيلخاني المعروف (جوبني) وذلك في القرن الميلادي الثالث عشر. وذكرها أيضا الدكتور الألماني دانيل مسرشميد حين رآها (سنة ١٧٢١م) أثناء قيامه برحلات في هذه الأنحاء وسماها بالكتابات الطلسمية

<<  <  ج:
ص:  >  >>