(قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون الذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأمانتهم وعدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)
قرآن كريم
أخي المؤمن:
إن مثل الإيمان في القلوب، كمثل النور في الظلام، فكما أنا النور ينير ديجور الظلام، ويبدد أشباحه، ويزيل مخاوفه، ويبعث الطمأنينة فيه، ويطرد أوهامه، فإن الإيمان ينير القلوب ويبعث الحياة فيها، ويكشف عنها أغطيتها الكثيفة، ويقذف الانشراح فيها. . فتصبح القلوب المؤمنة (كالربيع) في جمالها و (كالسماء) في صفاءها، فتنجلي أسرارها، وتنكشف خفاياها، فتبدو لماعة تسر الناظرين، ملهمة تبهر بصيرة المتدبرين. . يفيض الطهر ويتدفق منها الصدق والإخلاص. تلك هي القلوب التي تعي وتفقه، وتدرك وتبصر: وأن مثل المؤمن كمثل المصباح، فكما أن المصباح يزداد ضياء وشعاعاً بزيادة النور فيه، فكذلك المؤمن، يزداد طهراً، وصدقاً وإخلاصاً، بزيادة الإيمان في قلبه، ويزداد انصياعاً للحق، وانقياداً للحقيقة، بقوته فيه؛ لأن الإيمان إذا استقر في قلب، فإنه يغذيه بالمكارم، ويسقيه بالفضائل، ويمدد بالإعمال الصالحة. . فيكون صاحبه مؤمناً، كريماً، فاضلا، بعمل الصالحات، ويتواصى بالحق، ويتواصى بالصبر. ذلك هو الإيمان الحق. . وذلك هو المؤمن الصادق.
لكي تنمو شجرة ذلك (الإيمان) في قلب امرئ ما. . وتثمر. . لا بد من ارتباط القلب بقوة مبدعة عظيمة. . وانقياد لها في الحركة والسكون. . والمنشط والمكره، حتى يكتسب القلب