للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الولاة والعمال في التاريخ الإسلامي]

للأستاذ عواد مجيد الأعظمي

إن موضوع الولاة والعمال، موضوع فريد في بابه، يستوجب البحث والعناية، لأهميته في تبيان بعض الأسس المهمة في النظم الإدارية عند الإسلام. . وقد لعب الولاة، والعمال دوراً فعالا في إدارة الممتلكات الإسلامية في مختلف عصور التاريخ الإسلامي، وحاولت جهدي بيان سياستهم تجاه الأمور المالية، والسياسية، والإدارية، والعمرانية، والثقافية، والقضائية، وسياستهم نحو الرعية. . . وقبل البحث في سياسة الولاة من الناحية العملية، والواقعية، أرى لزاماً توضيح معنى الولاية، والإمارة، وتطور مفهومها، وملاحظة أسسها من الناحيتين النظرية والفقهية.

معنى الولاية (الإمارة) وتطور مفهومها

ليست الإمارة أو الولاية إلا شكلاً من أشكال الإدارة المحلية خاضعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة للسلطة المركزية المتمثلة في السلطان أو الملك أو الخليفة. . ومنشأها يرجع إلى حاجة الأمة في إدارة البلدان التابعة لها؛ وبعبارة أخرى أن توسع الدولة وتعقد شؤونها المختلفة أدى إلى وجوب إنشاء الإمارة أو الولاية (ويراد بالولاية - الإمارة على البلاد، فيولى السلطان، أو الملك، أو الخليفة من يقوم مقامه في حكومة الولايات، وهي الأعمال في إصلاحهم. . وهذا النوع من الحكم قديم). . (وكان لكل إقليم حاكم أو عامل، والغالب أن يكون بطريقاً) (وكان أمراء الأقاليم يسمون (عمالا) ومعنى عامل يفيد أن صاحبه ليس مطلق السلطة - على أنه فيما بعد استعملت كلمة والى وهذا يشعر بالنفوذ والسلطان)

ويقولون (متز): (وبهذا الاسم كان يسمى - ولاة البلاد. . وكذلك أبناء بيت الخلافة) ومن كل هذا نرى، أن جميع المؤرخين المحدثين، يتفقون على مفهوم الولاية أو الإمارة في أنها - نيابة - (وال) عن الخليفة، أو الملك أو السلطان في إدارة شؤون الولايات التابعة له.

وقد تطور مفهوم هذه الكلمة - (فأطلقت كلمة (أمير) على يزيد بن عبد الملك كما أصبحت كلمة (عامل) في عهد بني أمية تطلق على رئيس الناحية الإدارية كالمدير الآن. .) وقد امتنع كافور بمصر من التسمي (بالإمارة) ورأى أن يجرى على رسمه في المخاطبة (بالأستاذية). . . على أنه في العصور السياسية المتأخرة اتخذت الإمارة شكل أمير

<<  <  ج:
ص:  >  >>