[شاعر وعصفور]
(في أحد الأيام استفاق الشاعر من قيلولته، على صوت عصفور صغير دخل غرفته، وراح يسف بجناحيه على أرضها وهو يحاول الطغيان. فآواه الشاعر عنده أياماً ريثما قويت جناحاه ثم أطلقه. وقد أوحت هذه الحادثة القطعة التالية):
أهلاً بعصفور صغير لاجئ ... قذفت إلي به يدُ الأقدارِ
ماذا أتى بك يا صغير لغرفتي ... أحسبتني طيراً من الأطيارِ
هل أمك البلهاء للطيران قد ... ساقتك لكن قبل حين مطارِ
كم ذا ترفٌّ لكي تطير مسارعاً ... والهر منتظر بأرض الدارِ
فاشكر إلهك إذ هداك لساحتي ... فكفاك عطف الوالدين جواري
وحللت من كنفي بعش آمن ... أسمى وأمنع من ذرا الأشجارِ
لك من خيالي إذ تطير مرافق ... ومتى صدحت أجبت بالأشعارِ
أرفقت لي فأتيت تؤنس وحشتي ... يا ألطف الخلان والزُّوَّارِ
حسبي وحسبك جو شعر آمنٌ ... فالجو ممتلئٌ من الأخطارِ
عجباً كِلانا طار قبل أوانه ... ونأى الطموُح بنا على الأوكارِ
فبدأت بالأسفار مثلي يافعاً ... وأنا بلغت نهاية الأسفارِ
فوقاني الله الوحوش أناسياً ... ويقيك ربك كل طير ضاري
مرِّن جناحك في فدائي طائراً ... ثم انطلق لتطير دون عثارِ
لا تخشى من أسري ففيه لك البقا ... ما إن ترى حريةً كإساري
(دمشق)
أحمد الصافي النجفي
حب المنطق
(مهداة إلى الصديق الكريم الأستاذ ثروت أباظة)
تعشَّقْتها حسناء يحرس حسنها ... وتحمى جناحها حارس من ضميرها
يرف ضياء النُّبل فوق جمالها ... ويأرج عطر الطهر فوق عبيرها