أسرع محمود إلى فريد في حجرة النوم - بعد أن قابل بيراما بالسيد عفت في حجرة الأضياف - فوجده ما زال مستلقيا في سريره، فقال له:
- قم، فقد جاء بيرام.
فقفز فريد من السرير وقال في لهفة:
- وهل أحضر العينة؟
- ليس معه شيء، إن الموضوع قد أرتبك، فإن الخائن قد أخبر أناسا آخرين.
- وكيف كان ذلك؟ ألا عليه اللعنة من الله.
قص محمود على فريد ما حدث - منذ دقائق في الشارع من منزله - بينه وبين السيد لطفي وبيرام، وسرد عليه ما دار بينه وبين شفيق في الليلة الفائتة، وختم حديثه بقوله:
- إنني بعد أن سمعت إلى شفيق ليلة البارحة في المقهى، بدأ الشك يتسلل في قلبي.
فقال له فريد وهو جاد في استبدال ملابسه:
- والآن ما العمل؟
- أمامنا مشاكل كثيرة، كلها يتطلب سرعة الحل.
وكان فريد قد أتم تبديل ملابسه، فصحب محمود إلى حيث والده وبيرام يجلسان، فلما وقع نظره على القروي ابتدره - من غير أن يحييه - بقوله: