للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش الحرب]

الديمقراطية البريطانية

وأثرها في الحرب الحاضرة

تسربت الديمقراطية - كنظام سياسي - إلى العالم، من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تضمن هذا النظام الاعتراف بما نسميه الآن (حقوق الإنسان) وهي حقه في أن يعيش حراً ويتكلم حراً، ويعمل حراً، دون أن يتعرض للتعذيب أو السجن. وكان (أبراهام لنكولن) أول من أعطى الولايات المتحدة حكومة تقوم على المبادئ الأساسية لهذا النظام وقد أثر عنه أنه عرف الديمقراطية بقوله: (هي حكم الشعب، للشعب، بواسطة الشعب)، أو بعبارة أخرى: (هي حكومة ممثلين للشعب من الشعب ينتخبهم الشعب انتخاباً حراً)

أما في إنجلترا فقد كانت أولى الحركات الديمقراطية الكبيرة تلك التي قام بها (الشارتستس) وقد استمدت فلسفتها من أمريكا، ولكنها منيت بالفشل لأسباب عديدة، وما لبثت أن أعقبتها - بعد فترة من الزمن - حركة أخرى رمت إلى تحقيق (التمثيل العام)، وكان أول وأهم الداعين إليها (برايت) صديق (جوبدن) ومن بعده جاء (جلادستون) الذي تسنى له أن يدرس - خلال برلمان ١٨٤١ - ٤٦ - كثيراً من مبادئ (جوبدن)

استمدت هذه الحركة وحيها من أقوال الفلاسفة الراديكاليين الذين يرجع إليهم - أكثر من غيرهم - تحديد (النظرية الديمقراطية) وتوضيحها. إلا أن نظام الحكومة في إنجلترا كان قد تضمن - من قبل - بعض المبادئ الديمقراطية. ومن أشهر الوثائق التي أصارت تلك المبادئ قانونا: الوثيقة الشهيرة المعروفة باسم (هاجنا كارتا)، وثيقة الحرية الكبرى لدى الإنكليز: استخلص البارونات هذه الوثيقة من الملك (جون)، وختمت في (رنيهبير) في الخامس عشر من شهر يونيو سنة ١٢١٥؛ ومن المبادئ التي تضمنتها:

١ - لا يبقى أحد في السجن دون محاكمة

٢ - العدالة يجب ألا تباع، أو تؤخر، أو يرفض تحقيقها

٣ - لا يدفع أحد غرامة، ولا يسجن، ولا ينفى إلا بعد محاكمة عادلة، وبموافقة محكمة اللوردات

٤ - اكتسبت الحرية لمدينة (لندن) وعدة مدن أخرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>