للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[نقلة مستحبة في تاريخ البلاد الأمريكية]

للأستاذ عباس محمود العقاد

إذا كان الأستاذ محمود الخفيف يطيب له أن يعود إلى حديث لنكولن فنحن لا نكره العودة إليه، أو يكره العودة من أحاديث أمريكا الحاضرة إلى أحاديث أمريكا في أي عهد من العهود، فضلاً عن العهد الذي كان رئيسها فيه اعظم رئيس تولى أمورها، أو كان على الأقل واحداً من ثلاثة على الأكثر بين اعظم هؤلاء الرؤساء.

أنها نقلة مستحبة لأنها بغير شك نقلة من اصغر رئيس تولى أمور الولايات المتحدة أو يمكن أن يتولاها فيما نظن، إلى رجل من اكبر رؤسائها ومن اكبر ولاة الأمر في أمم العالم الحديث.

أخذنا على كتاب الأستاذ الخفيف عن أبرا هام لنكولن بعض ملاحظات، وقلنا أن الملاحظة على كتاب يؤلف عن لنكولن أمر لا مناص منه كائناً ما كان الكاتب، وكائناً ما كان منهج الكتاب. لأن آفاق الحياة الفردية أفاق الحياة الاجتماعية التي تفصل بسيرة هذا الأرجل العجيب أوسع من أن تستوعب في كتاب واحد، ولا سيما كتاب يوضع بالعربية ويحتاج المؤلف فيه إلى اطلاع القراء في لغتنا على مراجع ومناسبات تعد من تحصيل الحاصل في عرف ألا كثرين منم القراء الأميركيين والأوربيين.

وكانت خلاصة ملاحظاتنا أن الكتاب خلا من تعريف كاف بأسلاف لنكون من جانب أبيه وأمه، وليس فيه إلمام كاف بسلسلة المصادفات المتوالية التي ساقته إلى رئاسة الجمهورية، وليس فيه تعليق على مقتله، ولا عن المتآمرين عليه يشرح هذه الجريمة شرحاً يناسب مكانها في تاريخ الإجرام عامة وفي تاريخ الولايات المتحدة على التخصيص.

وقد اعتقد الأستاذ الخفيف أن البيان الكافي عن أسلاف لنكولن غير ميسور لان الرجل كان كما هو معلوم عصامياً خامل الباء والأجداد. ولكن الواقع أن اللغز يعرض لنا من أمر آياته المعروفين ونستطيع حله من تاريخهم المعروف. وقد قال الأستاذ الخفيف أن ثمة شيئاً كان يجذب الصبي إبرا هام إلى أمه: (وذلك هو معرفتها القراءة والكتابة ثم رغبتها في أن يتعلم الصبي على الرغم من مجادلة زوجها إياها في ذلك ـ إذ كان يرى الصبي أحوج إلى الفأس منه إلى القلم، وحجته انه لا يعرف من الكتابة إلا أن يرسم اسمه ومع ذلك فهو

<<  <  ج:
ص:  >  >>