للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الرسالة في عامها العشرين]

للأستاذ محمد رجب البيومي

أستاذي الزيات

هذا خطاب أوجهه على صفحات الرسالة الغراء إلى زميلي الأستاذ محرز أحمد خفاجي المدرس بالمدارس الثانوية. اعترافا بما للرسالة علينا من فضل كبير في التربية والتثقيف. وأعتقد صادقا أنه يعبر عن عواطف المئات من الأدباء الذين تعهدتهم مجلتكم العظيمة بالتوجيه والتعليم. فأدت بذلك رسالتها الخالدة في الحياة. وأرجو ألا يحذف منه حرف واحد. فقد تعودتم أن تقفلوا كل ما يخصكم من ثناء. ونحن هنا نسجل تاريخا لا يجوز فيه الحذف والإغفال بحال وتفضلوا بقبول فائق احترامي.

محمد رجب البيومي

صديقي العزيز

حين تناولت القلم لأكتب إليك، تذكرت أن الرسالة تستقبل عامها العشرين، فرأيت أن يكون حديث اليوم عن تلك المجلة الحبيبة التي عقدت أواصر الصداقة بيننا، إذ لولا الرسالة لما كنا من سبعة عشر عاما مضت إلى اليوم صديقين حميمين كأحسن ما يكون الأصدقاء.

أذكر أني كنت أجلس معك في حجرة واحدة بمعهد دمياط الابتدائي، وقد لمحت في يدك مجلة تتصفحها في سرو وبهجة، فاستأذنتك في قراءتها، فخفت أن أكون عنها رأيا خاطئا لأول مرة، فدعوتني إلى الجلوس جوارك، وقلت في اهتمام: هذه أحسن مجلة أطالعها في مصر. ويجب على جميع الطلاب أن يتابعوا قراءتها باعتناء، فهي الصحيفة التي تهذب الأسلوب، وتثقف العقل. ثم مددت يدك إلى القمطر، وأخرجت كراسة الإنشاء لتريني درجاتك العالية في التعبير، ناسبا تفوقك الحميد إلى الرسالة فهي وحدها صاحبة الفضل في هذه الدرجات!!

وأذكر أن درجاتك الممتازة، قد جذبت اهتمامي إليك وإلى الرسالة فخرجت من الدراسة متجها إلى بائع الجرائد، وأخذت نسخة من الرسالة، وقضيت بقية اليوم، وجزءا غير قصير من الليل أتصفحها ورقة ورقة؛ ففهمت أكثر ما تحتويه من مقالات وقصص، وقصائد، وشعرت بإكبار وإجلال نحو ما لم أفهمه من البحوث العلمية الدقيقة، متمللا بقرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>