للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

ماء الحياة. .!

(مترجمة عن الإنجليزية من كتاب

لأستاذ ماجد فرحان سعيد

في قديم الزمان ملك أضناه المرض حتى يئس من الحياة، وكان له أولاد ثلاثة، خرجوا إلى حديقة القصر، وطفقوا يجهشون بالبكاء، حزناً عليه، وبينما هم كذلك، جاءهم شيخ وقور، بلغ من العمر عتياً، وسألهم عن سبب كآبتهم، فأعلموه أن والدهم مشرف على الموت، وما من حيلة نفع في شفائه. فقال الشيخ: (لكم في شفائه، طريقة واحدة فقط، وهي أن تسقوه من ماء الحياة).

فذهب الولد الأكبر إلى والده الملك، وطلب إليه أن يأذن له بالبحث عن ماء الحياة، إذ هو المنقذ الوحيد من دائه العضال. فقال الأب: (لا بد لك يا ني من تجشم الصعاب والأخطار في سبيل الحصول عليه؛ فأرح نفسك من هذا العناء) ولكن الابن ظل يلح عليه حتى أذن له. فذهب في طريقه، وهو يقول في ضميره (إن أحضرت الماء، فسأكون حتماً اعز اخوتي لدى والدي، وسيوصى لي بالمملكة من بعده). وظل يهيم على وجهه، حتى التقى به قزم وسأله: (إلى أين أنت ذاهب يا أخي؟). فأجابه الأمير بلهجة تنم عما في نفسه من الكبرياء: (هذا لا يعنيك!!) وتابع سيره. ولكن دبيب الانتقام دب في صدر القزم. وبينما كان الأمير يجوس خلال ممر ضيق، لاحظ انه كلما تقدم في الممر اخذ الممر يضيق به اكثر فأكثر، حتى انتهى إلى نقطة لم يستطع فيها الحراك. . . وانتظره والده طويلاً ولم يرجع. وطلب الأمير الثاني من والده أن يأذن لي في البحث عن الماء، إذا قال في نفسه: (أن يكن آخي قد مات، فسارت المملكة بدلاً منه). وظل يستعطف والده حتى أذن في الذهاب. فسار هذا في أثر أخيه، والتقى بالقزم نفسه. فابتدره القزم بالسؤال: (إلى أين أنت متوجه أيها الشاب؟) فأجابه الأكبر: (ليس من شأنك أن تعرف هذا أيها القزم الحقير!). ومضى في طريقه. فاستعمل السحر معه، وكانت عاقبته وخيمة كعاقبة أخيه من قبله، إذ وصل إلى أخدود، أراد أن يتقدم فيه فسلم تطاوعه قدماء. ولما لم يرجع الولد الثاني،

<<  <  ج:
ص:  >  >>