للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بين توفيق الحكيم وأهل الكهف]

بقلم شهدي عطية الشافعي

قرأت لتوفيق أهل الكهف فيمن قرأ. وأحببتها حباً فوق حب الناس لها. ولكن ناحية منها لم ترضني، وليس ذلك بجريرة للمؤلف آخذها عليه. ولكنه شعور نفسي تملكني.

منظر

في إحدى جنان الخلد. ثلاثة رجال متكئون على الأرائك وأمامهم أبارين وأكواب من ذهب وفضة، والأطيار من حولهم تشدو مرنوش: (متأملاً حوله) - يا لله! ما أبدع هذا وما أجمله! مشلينيا أيها الكسول. إلا تستيقظ لتستمتع بهذا الجمال.

مشلينيا: (يفرك عينه) أهذا أنت يا مرنوش! أين نحن؟ لسنا في الكهف.

مرنوش: (في حدة) الكهف؟ تباً لك! لا تذكرني به، لقد كان كابوساً مخيفاً.

مشلينيا: لعنة الله عليه ما أشامه. . . وهذه الثلثمائة عام التي لبثناها فيه.! وملك آخر مسيحي مكان دقيانوس الوثني. . . وبريسكا غير بريسكا. كيف كان كل هذا؟

يميخا: (مستيقظاً) حمداً لك يا خالق السموات والأرض. اللهم إنا نمجدك ونؤمن بعيسى نبيك.

مرنوش: (مأخوذاً) يمليخا؟ كيف أنت؟

يمليخا: (في خشوع) ألا تحسان فيضاً من النور الإلهي يخترق شغاف القلب. كأني على قيد ذراع من الله. يا لروعة هذا!

مرنوش: (في عجب) إنك لتبدو جميلاً يا يمليخا. أنّى لك هذا الثور المزركش وذلك الوجه الصبوح؟

مشلينيا: (في دهش) ولكنك لم تر ثيابنا يا مرنوش. إنها موشاة بالذهب. مَن أتانا بها (ناهضاً) مرنوش يا للعجب!

لقد شف جسمي حتى لأرى ما بداخله! مرنوش! مرنوش. لقدَ خف ثقلي حتى لاحسبني طيراً ذا جناحين!

مرنوش: مشلينيا، ماهذا؟ لقد صدقت. ألا تذكر استكراش بطني وانتفاخ رجليّ. لقد ذهب كل هذا (بتحسن وجهه) لله ما أنعم وجهي وما أرقه!

<<  <  ج:
ص:  >  >>