للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب في سير أعلامه:]

ملتن. . .

(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية

والخيال. . .)

للأستاذ محمود الخفيف

- ٣١ -

البطل الضرير:

أيقن ريتشارد ولم يكن له شيء مما كان لأبيه من قوة العزم وصدق العبقرية أن الجيش قد غلبه على امره، بعد أن اثر الانحياز إليه وطرد من اجل ذلك البرلمان الذي اجتمع في عهده لكثرة أنصار الملكية فيه، فلم يعد له وهو حامي الجمهورية بعد أبيه من السلطان شيء، ففضل أن يركن إلى الدعة وان يفلت من الحكم إذ لا طاقة له بالنضال والاقتتال في وقت اضطربت فيه شؤون الدولة وتصارعت أهواء الرجال، فترك (هويت هول) إلى داره قبل أن تكرهه الحوادث إكراهاً على ذلك. . .

وأصبح الحكم لرجال الجيش، وكان على رأسهم في إنجلترا لامبرت، ولكن لامبري فوجئ بهجوم منك قائد كرمول في اسكتلندة فنهض لملاقاته، وتهددت البلاد حرب جديدة، ولكن فيرفاكس ذلك الذي مجده ملتن بمقطوعة من مقطوعاته - كما رأينا - انذر لامبرت بأنه منضم إلى منك، فاستخذى لامبرت وتفرق أصحابه وتم الأمر لمنك، فدعا مؤتمراً لينظر ما إذ ينبغي فعله، فجاءت الكثرة فيه من الملكيين والبرسبتيرينز الذين أذعنوا على رغمهم سنين للجيش: واجتمعت كلمة المؤتمر على إعادة الملكية، وذلك في مايو سنة ١٦٦٠.

وكان ملتن في ذلك الجو المليء بالعواطف لا يزال يشغل نفسه بالدفاع عن الجمهورية، فنشر في مارس سنة ١٦٦٠ آخر كتيباته السياسية، وجعل له عنواناً طويلًا هو: (الطريقة العاجلة السهلة لإقامة جمهورية حرة وما يترتب على ذلك من حسنات إذا قورن بالأخطاء وعدم التلاؤم المترتبين على السماح بإعادة الملكية في هذه الأمة).

<<  <  ج:
ص:  >  >>