٢٠ - في الصفحة (٧٠): أما الكنيسة الغربية فقد كان فيها من تهالك داماسوس وأورسكينوس في المشاحة على منصب الأسقفية ما أفضى إلى. . .
قلت: في القول: (من تهالكهما في المشاحة على منصب كذا) - حذلفة بل عسلطة؛ ولو قيل: كان فيها من تهالكهما على منصب كذا لاستقام الكلام؛ فتهالك على كذا اشتد حرصه عليه، والمشاحة التي أقحمت هذا الاقحام، معناها الضنة، والإحكام يقتضي في هذا المقام (التشاح) - إن أريد ذلك - لا المشاحة، ففي الصحاح: فلان يشاح على فلان أي يظن به.
وفي اللسان والتاج: تشاحا على الأمر تنازعاه لا يريد كل واحد منهما أن يفوته وتشاح القوم في الأمر؛ وعليه شح به بعضهم على بعض وتبادروا إليه حذر فوته وتشاح الخصمان في الجدل كذلك
٢١ - في الصفحة (٧٠): أسقفية رومة
قلت: في كتب التاريخ والأدب واللغة وغيرها (رومية) لا رومة، وهما روميتان إحداهما - كما قال ياقوت - بالروم، والثانية بالمدائن. وفي معجم البلدان:(ورومية من عجائب الدنيا بناء وعظما وكثرة خلق، وهي اليوم بيد الإفرنج وملكها يقال له: ملك ألَمان، وبها يسكن البابا التي تطيعه الفرنجية، وهو لهم بمنزلة الإمام متى خالفه أحد منهم كان عندهم عاصياً يستحق النفي والقتل، يحرم عليهم نساءهم وغسلهم وأكلهم وشربهم فلا يمكن أحد منهم مخالفته) وفي شعر القيسراني في نور الدين (رضي الله عنه): (فؤاد رومية الكبرى لها يجب) وأما رومة فقرية بطبرية كما في القاموس وفي اللسان موضع بالسريانية. ورومة أرض بالمدينة وفيها بئر رومة كما قال ياقوت وفي كتابه:(وفي الحديث: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكان لرجل من بني غفار بئر يقال له بئر رومة، وكان يبيع منها القربة بمُدّ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بِعنيها بعين في الجنة،