(أول تآليف طلبة قسم النقد والبحوث الفنية بمعهد فن التمثيل
العربي)
للأستاذ زكي طليمات
الحب والجمال قضية شغلت الإنسان في مختلف مداركه منذ القدم، وستكون شغله مادامت النفس البشرية على ما هي عليه، وذلك أن الجمال من عناصر الوجود، نتصيد مظاهره في المرئيات وما يقع عليه الحس، كما هو كامن فينا بفعل الفطرة بدليل أننا نخلعه أحياناً على ما يحيطنا، هذا والحب رباط الحياة وقوامها وسناد التجاذب الذي تقوم عليه غريزة حفظ النوع، وهي أقوى ما ركبته لفطرة فينا، لأنها أساس الحياة الدنيا وسر بقائها.
فإذا شغلت هذه القضية ذهن شاب في العقد الثالث من عمره، وفي هذا العصر الذي نعيش فيه، عصر السرعة والآلة الذي يقوم على أثر حرب طاحنة ما زال انهيار الأنقاض فيها يسك مسامعنا إذا كانت تشغله هذه القضية إلى حد إصدار مؤلف جديد يعالج دخائلها وشعابها، ففي هذا ما ينهض دليلا على أنها قضية خالدة لا تبلى جدتها أبداً.
فقد أصدر الأديب (حلمي عبد الجواد السباعي) مؤلفاً يحمل هذا العنوان تناول فيه، ماهية الجمال، ووسائل الإحساس به، ومظاهر تعبيره وذلك في التصوير والنحت والرقص والموسيقى والأدب، ثم عرج على الحب فأحاطه به إحاطة كاملة فأوضح ألوانه، وكما تحدث عن حب الله، وحب الكرامة والواجب، وحب القرابة، فأنه أجرى قلمه في الحب المألوف وحب الشهوة، والحب الشاذ، أجرى كل هذا في لفتات سريعة تشهد له ببراعة في الإنشاء الذهني والأسلوب اللغوي.
ويزهيني، والمؤلف أحد طلاب قسم النقد والبحوث الفنية بمعهد فن التمثيل العربي، أن أقدم كتابه إلى القراء، وأن أقدمه متجرداً من عطف الأستاذ على التلميذ، ومن هوى الزميل