صغيرة لي حلت مكان الأولى؛ فكانت الأخت والبنت؛ وكان
لها اسمها ومقامها)
يا لشد ابتهاجي حين أراها تخطر أمامي ووجهها يتدفق نوراً بالصفاء، وشعرها الأشقر يتموج كالشعلة!
تملأ وحدها مكاناً ويملأ أخواها مكاناً،
وتفعم وحدتي أنساً وقلبي محبة؛
فلا ألمحها إلا ضاحكة، ولا أسمعها إلا مهلهلة!. . .
كأنها ضحكة انطلقت بها الحياة،
أو بسمة انجلت عن معنى الرضا.
أناديها باسمها، فيهزني اسمها لأنه وليد ذكرى أليمة ترتبط بها ذكريات. أراها فأرى فيها صاحبة هذا الاسم أيام كانت تحيا بجانبي وتصل طفولتي بطفولتها، أيام كانت تتعانق أحلامنا وتتلاقى آمالنا
أرى فيها صاحبة هذا الاسم طفلة كما كانت بالملامح التي كانت. ولكن العين التي أرى بها قد اختلفت وزالت عنها معاني الطفولة! ولكني أراها وألمسها وأعانقها فأرى أن سلسلة هذا الزمان الطويل لم تكن خلال ذلك منقطعة، لأنها استطاعت أن تثبت لي اتصال الموت بالحياة، واستطاعت أن تعيد لي الميت باسمه وروحه!
أراها تخطر أمامي واثبة أو متهادية، ويراها من معي بعينه كما أراها، ولكن عين الذكرى تمتد إلى أبعد من هذا الحد، فتراها متصلة بذكريات بعيدة الأمد، تحملها كما تحمل عيناها نور غدها. تراها تحمل إلي شيئاً من طفولتي المطوية، أناديها باسمها فأرى (يسرى) الأولى التي كانت تخاف كثيرا من الدخان كأنما صفاء روحها لا يحتمل أن يرى السواد