(ننشر هذه الكلمة بعد انقضاء ستة أعوام على وفاة أديبنا
الكبير مصطفى صادق الرافعي طيب الله ثراه، ونرجو أن
تكون تحية طيبة منا نقابل بها ذكراه، وآية صادقة على أنه
مهما باعدت بيننا وبينه السنون فأنا لن ننساه.)
(أبو رية)
رغب إليّ بعض إخواني من الذين يعرفون ما كان بيني وبين أديبنا الكبير مصطفى صادق الرافعي رضي الله عنه من وُصلة الصداقة، وما ربطني به من آصرة المحبة، أن أنشر بعض ما لدي من كتبه الخاصة التي كان يرسلها إليّ؛ فصادفت هذه الرغبة مني قبولاً وارتياحاً، لأنها من أمانيَّ العزيزة، التي كنت أود من قبل أن أقوم بها مع ما هو واجب عليّ أداؤه للناس في هذه الحياة لولا ما رمتني به الأقدار من مصائب في أولادي ومصاعب في حياتي حتى أصبحت ممزق القلب مشرد اللب لا أكاد أحسن عملاً أتولاه، ولا أجيد أمراً أقوم به
ولقد كان أشد هذه الضربات على تلك التي نفذت إلى صدر أكبر أولادي بعد أن تم دراسته العالية فخر منها صريعاً
وإذا كان نشر هذه الكتب سيكون فيه شيء من الخير للأدباء بما سيرون فيها من آراء أديبنا الرافعي وفتاواه في أغراض كثيرة من الأدب ورجاله، فإنه سيكشف لهم كذلك عن جوانب جديدة من أدبه وحياته لم يطلعوا عليها من قبل، ويعرفون كيف كان يكتب رسائله الخاصة التي تصدر في الغالب بغير أن ينالها تهذيب أو يصيبها تنميق، وإنما ترسل إرسالاً من عفو الخاطر وصفو الهاجس، وهذه ناحية لا يتم تأريخ رجال الأدب وأمراء البيان إلا بمعرفتها والاطلاع عليها
ولقد كنت أظهرت الأستاذ الكبير صاحب الرسالة في بعض أحاديثي معه على هذه الأُمنية