للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صور إسلامية رائعة. . .]

للأستاذ عيسى متولي

كان النبي صلى الله عليه وسلم، يتأهب لإحدى الغزوات، وأخذ يعبئ الشباب للميدان، فإذا بغلام - هو رافع بن خديج - يندس بين الصفوف، ويتطاول على أطراف قدميه، ليبدو للرسول الكريم في طول من هم أكبر منه سنا. . فيضمه إلى من يختارهم للميدان!. .

فأين من هذا الغلام أولئك الشبان، الذين يتهربون من الجندية، ولو كلفهم ذلك بتر أيديهم، ليظهروا بمظهر العجزة. . وأولئك الذين يشيعهم أهلهم بالبكاء والنحيب. . كأنما يساقون إلى الموت!. .

لما علم عمر بن عبد العزيز أن ابنه اشترى خاتما بعشرة آلاف درهم أمر بمصادرته. . وأنبه بقوله: هلا بعته وأطعمت بثمنه عشرة آلاف جائع!. .

ونحن لا نطالب من آتاهم الله بسطة في المال بأكثر من أداء الزكاة. . التي فرضها الله عليهم. فيكون في أموالهم حق معلوم، للسائل والمحروم!. .

أصيب أحد الصحابة بعلة استدعت بتر جزء من جسمه، فسألوه عن الوقت الذي يراه مناسبا لهذه العملية، فاقترح البعض أن تجري له عملية البتر أثناء نومه، فلا يشعر بألم. . ولكن الرجل المؤمن قال: لا. . ابتروا ما تشاءون من جسمي. . وأنا أصلي بين يدي الله؟!. . ومعنى ذلك أنه في صلاته ينصرف بكل حواسه ومشاعره إلى الله!.

فأين من هذا الصحابي هؤلاء الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى. . وإذا صلوا ملأت صدورهم الوساوس. . ومشاغل الحياة. . . لاهية قلوبهم!. .

ويروي لنا القرآن الكريم قصة (سليمان) عليه السلام، إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب. . ففاتته صلاة العصر وهو يستعرض الجياد. . . فأمر أن يردها إليه، هذه الجياد التي شغلته عن الصلاة، وطفق مسحا بالسوق والأعناق. . . حتى قضى عليها. . تكفيرا لذنبه!. .

فأين من هذا العبد الأواب، أولئك الذين تصرفهم مشاغل الحياة من المحراب. . ويشرون الحياة الدنيا بالآخرة. . فتمتلئ بهم المقاهي، ودور اللهو، وهم عن ذكر ربهم غافلون!. .

هذه صور رائعة، مما يزخر به تاريخنا الإسلامي، أسلط عليها أنوار (الرسالة) الوضاءة. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>