[لعنة الحرب]
للأستاذ علي الجندي
(في سبتمبر سنة ١٩٤٤ دخلت الحرب في عامها السادس من
أعوامها المشؤومة؛ وكان أكثر الناس على أن رحاها الطحون
ستقف بعد سقوط باريس في يد القوات المتحالفة، فاستبشرت
النفوس الحزينة، واستعدت لتلقي نعمة السلام! ولكن الدوائر
الأمريكية حذرت من التفاؤل! ثم جاء ديجول فصرح: بأنها
ستستمر أشهراً وأشهراً! ثم أبان تشرشل في خطبته الجامعة
بأن القتال سيتحر في سنة ٤٥! وليث شعري ماذا يبقى من
معالم الحضارة وآثار المدينة بعد هذا العالم؟! فرحماك اللهم
رحماك!)
طال ليلُ السُّرَى وحار الدليلُ ... ونجومُ الهدى طواها الأُفولُ
وقف المدلجون: لا دَنت الغا ... يةُ منهم ولا تَسَنَّى القُفول
كلَّ عام نُؤمِّل الخير فيه ... ويخَيب الرَّجاءُ والتّأميل
ظُلْمَةُ فوق ظلمةٍ تتدجَّى ... ليس فيها على الصبّاح دليل
وشقاءٌ ينساب إثْر شقاء ... وعذابٌ بمثله موصول
ليت شعري والشر أطبق فكيه (م) ... علينا، ألِلنّجاةِ سبيل؟!
كيف ينجو الأنام من شرك الهُلْك ... ولم تبق للأنامِ عقول؟!
أشكل الأمر: لا الصباح صباح ... نجتليه، ولا الأصيل أصيل
نبئوني: أين السلام؟ فظنِّي ... - وهو صدق - أن السلام قتيل
مشت النارُ تأكل الحرث والنَّسلَ (م) ... وكلٌّ لها غَداً مأكول