للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اللغة العامية في القرن الحادي عشر]

للأستاذ علي العماري

في مقال قيم نشرته الرسالة بعنوان (الألفاظ الأيوبية في كتاب تقويم النديم) جاء ذكر كتاب (هز القحوف) للشربيني، على إن صاحبه نسج على منوال صاحب تقويم النديم، فأحببت أن أتحدث عن هذا الكتاب، كتاب هز القحوف.

مؤلفه: لم أقرأ عن مؤلف هذا الكتاب قليلا ولا كثيرا، فليس لديه من المراجع ما يعينني على ذلك، ولكني سأرسم له صورة استقيتها من كتابه هذا.

هو الشيخ يوسف بن محمد بن عبد الجواد بن خضر الشربيني، أحد علماء الأزهر، وقد تلمذ للعالم الكبير الشيخ شهاب الدين القليوبي، وكان يعظ الناس، ويعقد لهم مجالس في طريقه إلى الحج، وهو من قرية شربين كما تدل عليه نسبته، ولكن آبائه لم يزاولوا ما يزاوله رجال القرى من الفلاحة، وهو شاعر يقول القصيد والرجز والمواليا، وله شعر لا بأس به، وبالرغم من أنه أكثر في كتابه من الألفاظ العلمية إلا أنه حين يكتب بالعربية يجيد وهو يلتزم السجع على طريقة أهل عصره، ومن قوله: وقد ناب مؤلف هذا الكتاب من كيد الدهر نائب، ورمته الليالي بسهام المصائب. فأصبح بعد الجمع وحيدا، وبعد الأنس فريدا. يسامر النجوم، ويساور الهموم، يسكب على فراق الأحبة الدموع، ويرجو عود الدهر وهيهات الرجوع.

يا ليت شعري والدنيا مفرقة ... بين الرفاق وأيام الورى دول

هل ترجع الدار بعد الأنس آنسة ... وهل تعود لنا أيامنا الأول

لكن الصبر على غدرات الأيام، من شيم السادة الكرام.

والمؤلف تارة يصف نفسه بالفقر والخلاعة، وتارة يذكر أنه من آباء أمجاد، يجالسون عظماء الدولة، وأنه كان يعظ الناس في طريق الحج. وقد ذهب إلى الأرض المقدسة مرتين في سنة ١٠٧٤، وسنة ١٠٧٥، على ما ذكر في كتابه. وهو كثير التطواف في البلاد، فمرة في الصعيد، وأخرى في دمياط، وثالثة في بلده شربين، ثم يرحل منها إلى القاهرة. . . وهكذا.

موضوع الكتاب: عنوان الكتاب (هز القحوف في شرح قصيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>