للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أمور الإقليمية: أنت أدرى بخلجات الأديب، وبهذه التيارات

العجيبة من الأحاسيس الغامضة التي تدفعه ليمسك بالقلم ويكتب. . أي

شيء! وما قرأتك مرة من المرات إلا هاجت النفس، وثارت بي شهوة

الكتابة، الكتابة إليك، لأني أدرك تماماً أن مكانك من أدبنا العربي، هو

مكان (سانت بيف) من أدب الفرنسي. وحتى تعلم أني شخصي

الضعيف هذه التهمة حتى نعلم ذلك قولك: إني لم أمراك - وهذا

يؤسفني - إلا في تعقيبات التي انتظرها كما ينتظرها الكثيرون. . أما

(أداؤك النفسي) ورفاك لشاعر مصر العظيم فلم أقرأ منه إلا مقالا

ونصف مقال، إي وربئ مقالا ونصف مقال. . وهذا يبدو عجيبا ممن

أخذ بك و (تيم) بآرائك ولكن يا سيدي إذا عرف السبب بطل العجب

كما يقولون!.

قبل أن تطلع علينا بهذا المذهب النفسي الجليل، كنت أتوق وأتمنى لو أن في أدبنا العربي مثل هذا المنهج في دراسة الأدب ونقد الشعر، هذا المنهج الذي أراه في بعض الأحيان - متناثراً - عند هذا الشعر، هذا أو ذاك من الكتاب. فلما قرأت مقالك الأول، وأخذت في قراءة الثاني، أمسكت عن القراءة وعزمت على أمر. عزمت على أن انتظرك حتى تتم هذه المقالات أو هذا المنهج في مقالات النفيسة، فتضع بذلك حجر الزاوية في بناء النقد العربي الحديث، لأني أردتها قراءة مترابطة آخذا بعضها بعري بعض. ولا احلني بحاجة إلى أن أصف شعري يوم كففت عن نشر مقالات، واعداً بنشرها في كتاب يظهر في المستقبل، ويعلم الله متى يظهر!! إلى هنا يا سيدي وأنا وافقك على كل ما ترى، وأذهب معك إلى أن (الأداء النفسي) هو المنظار الأفضل الذي يجب أن ننظر منه إلى نتاج القرائح وفيض العقول. ولكن يظهر - واسمح لي بهذه - أني أخالفك فيمن طبق عليه هذا المذهب ذلك التطبيق الواسع، أو فيمن يجوز أن نجده في شعره بصورة واضحة. ومن يقرأ تعقيبات

<<  <  ج:
ص:  >  >>