ورودك، ودمعة الذكرى على الشاعر الراحل، ويضيف إلى ذلك (المقال ونصف المقال)، ويعرف أنك تقصر هذا المذهب على نابغة المنصورة، وإن اضطررت - لسبب ما - إلا تغفل بعض من يسكنون الشام!.
وأستطيع أن أخرج من هذا بأن العنصرية في الأدب ما زال لها مكان مرموق وصوت مسموع وصوت مسموع، حتى عند أئمة النقد وحاملي لولئه. . حقاً إن راية الشعر ظلت مرفوعة في مصر ردحا من الزمن: بدأت عند البارودي ولكنها انتهت عند شوقي، ثم حدث ما يحدث في كل العصور، فإن الشمس لا تشرق دائماً على مكان واحد، وهي الآن تعم أرجاء الشام نوراً وبهجة، ونحلق في سما حلب ومصدرها الشاعر الفحل: عمر أبو ريشة.
ولست أحب في هذا المجال القصير أن أتحدث عن عمر شاعر عبقرياً، وهبة الله سعة في الخيال وامتياز في (النفس) ورفاه في الشعور، مما جعله شاعراً بكل ما في الكلمة من حياة وروح وشعر. . . ولعل من الفصول أن أسألك قبل أن أودعك، عما إذ كنت يا سيدي قد نظرت إلى شعر عمر العين ونفس الاهتمام الذي نظرت به إلى شعر على محمود طه، ويقيني أن الأستاذ المعداوي سيغير من (قلة الاهتمام) بهذا الشاعر العظيم لو أعاد النظر ديوانه الأخير وقرأ: طلل، امرأة وتمثال، مصرع الفنان الروضة الجائعة، كان لي، فراق نسر، شاعر وشاعر
لو قرأ هذه القصائد الممتازة لغير من نظرته، ولطلع علينا بكتاب عظيم يكون درة يضمها إلى تاجه الأدبي. . وبعد، فله يسعدك أنك أسعدت إنسانا: لكتابه إليك.
القاهرة
محمد بدر الدين الحاضري
الشيء الوحيد الذي لم أكن أنتظره أو أفكر فيه، هو يتهمني قارئ فاضل بالعصبية الإقليمية، أنا الذي حاربت هو العصبية بكل ما أملك من جهد على صفحات الرسالة، كلما أطل برأسها من قلم كاتب أو لسان أديب. ومع ذلك فقد فوجد بالقارئ الذي اتهمني على غير ترقب وانتظار!
وأعود إلى هذا الاتهام السافر فأجده قد خلا من (الحيثيات)، وظهرت فيه النتائج واحتفت